توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحداد المعتزل للأذى

  مصر اليوم -

الحداد المعتزل للأذى

بقلم: ريهام فؤاد

مقولة عظيمة لعمر بن الخطاب، رضى الله عنه «اعتزل ما يؤذيك.....»، حكمة بالغة من صحابى جليل وخليفة رشيد.

العزلة معنى أتوقف عنده كثيراً، ترى ما الذى يضطر الإنسان إلى العزلة وعدم مخالطة الناس!! وما المعنى الأعم والأبعد لاعتزال الأذى!؟. وهل بالضرورة أن يكون الأذى إنساناً بعينه، أم ربما كان ظرفاً أو حالة أو فكرة أو وضعاً معيناً!

كل ما يضرك ويوترك ويؤلمك ويهددك ويقلقك ويخيفك ويعكر سلام حياتك فهو أذى، يجب اعتزاله وتوديعه فوراً، وكلما كبرنا بالعمر وازدادت خبرتنا بالحياة أدركنا أنه ما كان علينا يوماً قبول الأذى، بل اعتزاله، إن لم يكن قتله. قبولك للأذى ينهش أيامك ويشتت روحك ويعصف بذهنك ويتركك خاوياً خائر القوى، فقط ادحره وامضِ فى سلام. الحاجة إلى العزلة ربما كانت بسبب مخالطة أناس سيئى المعشر وربما كانت بسبب الحاجة إلى ترميم الروح وإعادة بناء الوجدان وتصفية الذهن من كل ما يشتته ويبعثره. فى الاعتزال والابتعاد عن ثرثرات الناس ومشاحناتهم ونفاقهم ومواضيعهم (احترام للذات) ومحافظة على سلامة النفس والروح. لم نأتِ لهذا العالم كى نؤذى بعضاً أو يرهق أحدنا الآخر، ولو علم المؤذى أنك قادر على اعتزاله وإبعاده عن حياتك ما آذاك وما أشقاك يوماً، بل وليست العزلة هى ما خلقنا لأجله، بل صنعنا الله فى قبائل وشعوب لنتعارف ونتعامل ونعمر هذا الكون، لكن على الأرض حياة صعبة بها الكثير من صنوف الأذى وعلينا معرفة كيفية التعامل معها وتجاوزها. خلقك الله سبحانه إنساناً حراً، لك إرادة وعزم وشخصية وعقل يجعلك ترفض الأذى وتقاومه. هناك من يعتزل الناس والأحداث والأماكن لفترة محددة يصلح بها ما تلف وهناك من يعتزل دائماً وأبداً، كما فى عالم التدين فنجد نُسّاكاً وحكماء وفلاسفة وصالحى الأثر وطيبى الذِكْرْ ورسلاً وأنبياء، مروا بهذا الاعتزال وتركوا لغو البشر (بين طيب وشرير، بين كائد وضحية)، اختاروا أن يقوموا بالتعبد لله، والتأمل فى خلق الله والتفكر فى الكون ومراقبة دقائق الأمور والتسبيح والاستغفار (عن طريق الاعتزال والاختلاء بالنفس ومحاسبتها، ومراجعة النعم وشكر الله عليها)، فكانت (الوحدة عبادة) كما قيل بالمثل الشعبى الدارج. كل ما يصيب الروح من جراح وألم وأذى يكون أقسى بكثير من الأذى البدنى أو الملموس باليد، ليس من حق أحد كائناً من كان أن يؤذيك وليس عليك تحمل ذاك الأذى تحت أى مسمى أو ضغط اجتماعى أو ابتزاز عاطفى، وعندما تعلو الضحكات الزائفة والود الكاذب والنفاق، وعندما تشوش الأفكار وتختلط عليك الأمور، فعليك بالابتعاد عن كل ذاك الصخب والصورة الضبابية، (بالاعتزال وممارسة التفكر وإعمال العقل وتدبر الأمور من بعيد بهدوء وسلام (المعتزل للأذى).

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحداد المعتزل للأذى الحداد المعتزل للأذى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon