توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الفقراء يحكمون

  مصر اليوم -

الفقراء يحكمون

بقلم: د. محمود خليل

تغيير نوعى حدث فى تركيبة «نخبة الحكم» عقب ثورة يوليو 1952. فبعد الملوك والباشوات تصدر المشهد مجموعة من المصريين العاديين. فمعظم أعضاء تنظيم الضباط الأحرار جاءوا من صفوف الطبقات الشعبية أو من الشريحة الأدنى للطبقة المتوسطة. لم يكن آباؤهم أعياناً أو من كبار ملاك الأرض فى مصر، بل كانوا موظفين عاديين أو من صغار الحائزين للملكيات الزراعية. وتميزت التركيبة العمرية للضباط أيضاً بالتقارب، والعديد منهم كان من مواليد عام 1918، أو يسبقون أو يلحقون بهذا التاريخ بعام أو عامين.

الأخطر فى تركيبة أعضاء مجلس قيادة الثورة هو التركيبة النفسية أو المزاجية. فجلهم تشكلت بنيتهم الثقافية وتحددت توجهاتهم السياسية خلال فترة الأربعينات، وهى فترة كانت تعج بالأحداث، بدأت بالانكسار النفسى والشعبى الذى حدث للوفد بعد حادثة فبراير 1942 حين اعتلى النحاس باشا الحكم على أسنة حراب الإنجليز، هذه الواقعة على وجه التحديد سحبت البساط من تحت أقدام الوفد داخل الشارع المصرى، ومنحت قدراً من الوجاهة للأفكار الثورية التى تطرحها التنظيمات الراديكالية، أو جماعات الرفض السياسى والاجتماعى التى تصادر على الأوضاع برمتها وتدعو إلى نسف المشهد السياسى بمجمله. شملت هذه الجماعات: جماعة الإخوان وتنظيم مصر الفتاة، بالإضافة إلى الحركات الشيوعية. سكنت أفكار هذه الجماعات عقل ووجدان العديد من الضباط، وملكت عليهم أمرهم، ورأوا فيها معادلة أكثر عملية فى التعامل مع الواقع الذى عايشوه.

تمكنت الجماعات الراديكالية خلال هذه الفترة من استقطاب الكثير من الفقراء وأبناء الطبقة الوسطى فى صفوفها، وألهبت حماسهم ودفعت بهم إلى المظاهرات الكبرى التى شهدتها مصر حينذاك، وشكلت من شبابهم مجموعات قتالية توجه بعضها للاغتيال السياسى، وبعضها للكفاح المسلح ضد الإنجليز، وشاركت قطاعات منها فى حرب 1948 ضد العصابات الصهيونية. مزاج الفقراء والشريحة الأدنى من الطبقة المتوسطة أميل إلى العنف، فهم خلافاً لأصحاب المصالح ليس لديهم ما يخشون عليه. من رحم هذه الفئة الاجتماعية خرج جمال عبدالناصر ورفاقه، وتأثروا بفكر الجماعات الراديكالية، ومن بينها الإخوان. وكانت الجماعة من أبرز الرافعين لشعارات العنف فى التعامل مع الواقع، والمرحوم سيد قطب الذى أعدمه جمال عبدالناصر عام 1966 كان من أعلى الأصوات التى طالبت ثوار يوليو بالتعامل العنيف مع كل من يعترض طريقها، ودعا إلى إعدام «خميس والبقرى» بعد المظاهرات التى شهدها مصنع كفر الدوار.

ومن اللافت أن الجماعة شربت بعد ذلك من كأس العنف الذى كرسته حين تواجهت مع جمال عبدالناصر عام 1954، فتعامل معها «ناصر» بالمزاج الذى تربى عليه. ليست «الإخوان» وحدها، فكل من ساهم فى إتراع كأس العنف هذه شرب منها، يستوى فى ذلك تنظيم مصر الفتاة مع الحركة الشيوعية المصرية مع الإخوان. وهو مزاج كانت تستطيبه جماهير الفقراء وأفراد الطبقة المتوسطة، فشجعت خطوات «عبدالناصر» فى الإطاحة بكل قوة بكل من يعترض طريق الثورة التى أصبحت تعبيراً موضوعياً عن الفقراء حين يحكمون.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفقراء يحكمون الفقراء يحكمون



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon