توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحجر الداير..!

  مصر اليوم -

الحجر الداير

بقلم : د. محمود خليل

الإعلام جزء لا يتجزأ من عمل أى مؤسسة. فهو النافذة التى يطل منها المجتمع على نشاطها. ومؤكد أن جزءاً لا بأس به من صورة أى مؤسسة يتحدد من خلال ما ينشر وما يبث عنها داخل وسائل الإعلام المختلفة. زمان كان الصحفيون يتحركون إلى المؤسسات المختلفة لمتابعة ما يرتبط بها من فعاليات بالملاحظة الواقعية والتتبع الميدانى الدقيق والمعلومات الموثقة لينقلوا صورة أمينة عما يحدث فيها. طريقة العمل تغيرت هذه الأيام، وانتقلنا من أسلوب «التغطية الواقعية» إلى أسلوب «التغطية الافتراضية». فبعض الصحفيين اليوم يكتفون بما يصلهم من بيانات وأخبار يتم إعدادها داخل المؤسسة التى يتولون تغطيتها بمعرفة مستشارها أو متحدثها الإعلامى ليتم بثها للقارئ دون أن يكلف الصحفى نفسه عناء البحث وراء الصادق و«المزوق» فيها. قلة من الصحفيين لم تزل تلتزم بالتغطية الواقعية الميدانية لأنشطة وفعاليات المؤسسات، وهى قلة لا ترضى بالطبع القيادات التى تريد أن تقدم نفسها فى صورة إيجابية «مزهزهة» ومزينة بالإنجازات التى يصح أن تكون واقعية ويجوز أيضاً أن تكون ورقية.

بعض المسئولين بالدولة يلعبون هذه اللعبة، فيستعينون بمستشار أو متحدث إعلامى يتمتع بعلاقات طيبة مع الصحفيين العاملين فى الجرائد المطبوعة والمواقع الإلكترونية ومعدى البرامج الإذاعية والتليفزيونية ويمتلك القدرة على تكوين «الشلة الإعلامية» أو «جماعة الضغط الإعلامى» التى تعمل لحساب المسئول الذى يتحدث باسمه، لتتولى نشر همساته ولمساته ونظراته ولفتاته وحتى صمته الرهيب. ليس يهم أن يرتبط النشر بفعل حقيقى ذى أثر ملموس فى حياة الناس. النشر فى حد ذاته أصبح هدفاً بغض النظر عن مضمون ما ينشر. وكلما زاد عدد الأخبار المتداولة عبر وسائل الإعلام التقليدى أو وسائل التواصل الاجتماعى أدى ذلك إلى زيادة مساحة رضا المسئول عن متحدثه أو مستشاره الإعلامى والشلة التى يعمل معها.

اللافت فى الأمر أن هذا الصنف من المسئولين لا يتعلمون ولا يستوعبون دروساً عاينوها بأنفسهم خلال السنوات الماضية، لعل أهمها درس القبض على صلاح هلال، وزير الزراعة الأسبق، (سبتمبر 2015)، بعد دقائق من استقالته ومحاكمته فى قضية الفساد الكبرى بوزارة الزراعة. لم تكن جعبة الوزير حينذاك خالية من «شلة الإعلاميين» الذين ينقلون صورته وهو يرتدى الجلباب المصرى الشهير ويقف وسط الفلاحين فى الحقول، وصورته وهو يدردش مع أهله وعشيرته، وصورته وهو يؤدى صلاة الجمعة، وغير ذلك. كل هذه الأمور لم تنفعه لحظة اكتشاف فساده. فمهما دارت صورة وأخبار هذا المسئول أو ذاك فى وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل فإن ذلك لن يعفيه من المحاسبة إذا أخطأ وأهمل فى القيام بعمله الحقيقى المطلوب منه لخدمة الناس والسهر على مصالحهم وتطبيق القانون بشكل عادل فيما بينهم دون محاباة أو موالاة أو مداهنة. فمهما دار ومار الحجر فإن ذلك لن يعفيه من «اللط» فى لحظة معينة.. والمثل المصرى الشهير يقول: «الحجر الداير لا بد من لطه».

نقلا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحجر الداير الحجر الداير



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon