توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وهم «الإسلام هو الحل»

  مصر اليوم -

وهم «الإسلام هو الحل»

بقلم: د. محمود خليل

على مدار عدّة عقود تتجاوز الثمانية تركز فكر الإخوان المسلمين حول شعار «الإسلام هو الحل»، بما يرتبط به من أفكار أساسية وتأسيسية. وبعيداً عن مسألة الجدل حول هذا الشعار، فقد دأبت الجماعة على تجميع مريديها حول مفهوم الدولة الإسلامية، التى تطبّق الشريعة وتتمثل التاريخ الإسلامى فى مراحله الأولى، وظلت الجماعة تُظهر هذه الأفكار الراسخة حيناً وتُبطنها حيناً طوال ما يزيد على ثمانين عاماً، تبعاً لتطور الظروف. فقد كان أفرادها، خصوصاً من القيادات، حريصين أشد الحرص على تطبيق مبدأ التقية. وربما فسر هذا الأمر حالة التلون وتمييع المواقف التى ميّزت أداء الجماعة. وقد ظل هذا التلون والتمييع سارى المفعول، حتى قامت ثورة الخامس والعشرين من يناير، فشاء الله أن تتبدّل بالأحوال القديمة، غيرها أخرى جديدة.

تمثل الجديد الذى أفرزته الثورة فى إخراج جماعة الإخوان من دائرة الملاحقة إلى دوائر صناعة القرار، ومن العمل فى الظلام إلى العمل فى النور، وبالتالى لم يعد هناك معنى للتلون فى تقديم الأفكار أو التمييع فى الإجابة عن الأسئلة التى تطرح عليهم حول تصورهم للمجتمع والدولة. فقد خلقت الثورة زخماً جديداً تعالت فيه كل الأصوات وأتيحت من خلاله مساحة لكل القوى لكى تعبر عن نفسها وعن أفكارها. وأمام هذا الاختلاف المرتكن إلى معادلة زمنية جديدة شرع رموز الإخوان فى طرح أفكارهم حول الدولة المدنية (فى الفترة من 2011 - 2013)، رغم تناقض ذلك مع فكرة الدولة الإسلامية التى تحلّقت الجماعة حولها سنين طويلة، وبدأوا يتحدثون عن الديمقراطية، رغم ما سبق وكالته أقلام بعضهم من نقد للديمقراطية كاختراع غربى يعطى الحكم للشعب ويرفض الانصياع لقاعدة «إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ». كل أو جل هذه الأفكار أصبحت تتكرر ليل نهار على ألسنة رموز وقيادات جماعة الإخوان المسلمين عبر وسائل الإعلام المختلفة. وهى أفكار تتناقض بالإجمال والتفصيل مع ما كانت تؤكده الأدبيات التقليدية للجماعة.

وفى ظل المعادلة الزمنية الجديدة التى أفرزتها ثورة يناير، لم يكن لعاقل أن ينظر إلى الأفكار الجديدة للجماعة كتعبير عن حالة التلون والمراوغة أو إعمال للمبدأ الإخوانى القديم فى التقية، كما يصعب القول إن الأفكار الجديدة تُشكل تحولاً أو تطوراً فى أسلوب أو منهجية الجماعة. إنها أفكار وجدت الجماعة نفسها مضطرة لتأكيدها فى زخم لم يعد يقبل الكلام الإنشائى والشعارات العامة التى احترف الإخوان توظيفها فى ما سبق. ظن بعض المغرورين فى الجماعة أن بإمكانهم إمساك العصا من المنتصف واللعب على كل الحبال فى سبيل تحقيق أهدافها فى التربّع على كرسى الحكم، لكنها لم تفلح وكل الذى حدث هو تآكل الشعار الذى تمحورت حوله الجماعة سنين عدداً، شعار «الإسلام هو الحل».

لقد أصبحت معادلة «الإسلام هو الحل» مجرد ذكرى، وبات الكثير من الأفكار التى تماسكت حولها جماعة الإخوان سنين طويلة مجرد تاريخ. ومن الطبيعى أن يؤدى تفكك الأفكار فى الزمن الجديد إلى تفكك البنى التنظيمية للجماعة، لأن تفكك الفكرة أخطر بكثير من تفكك التنظيم. لقد وضعت معادلة «الإسلام هو الحل» تحت الاختبار بعد أن وصل الإخوان إلى الحكم منتصف عام 2012، وأثبتت الجماعة فشلاً غير مسبوق فى إدارة دولاب الدولة، بعد سنين طويلة ظلت تنعى فيها على واقع سياسى يحتفى بالاشتراكية والليبرالية والرأسمالية، دون أن يفكر فى تجريب معادلة «الإسلام هو الحل». والتجربة كانت خير برهان على فشل الجماعة.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وهم «الإسلام هو الحل» وهم «الإسلام هو الحل»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon