توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أحزان شعب.. وشماتة جماعة

  مصر اليوم -

أحزان شعب وشماتة جماعة

بقلم: د. محمود خليل

خيوط فجر الخامس من يونيو 1967 تتسلل بضوئها بين ثنايا الظلام لتحيل خيوطه السوداء إلى بيضاء تسر الناظرين من أهالى المحروسة. على الجانب الآخر كان العدو يعد العدة ويضع اللمسات الأخيرة للهجوم على مصر، مرت ساعات الصباح ووصلنا إلى الضحى ومنه إلى الظهيرة. ساعتها كان كل شىء قد انتهى واحتُلت سيناء. فى التاسع من يونيو خرج جمال عبدالناصر بوجه غير الوجه الذى تعود أن يواجه به الناس. وبصوت كسير وكلمات حزينة واجه المصريين بالحقيقة المرة. لقد هُزمنا واحتُلت الأرض.

حزن عظيم اعتصر قلوب المصريين، بل قل لم يحزن المصريون فى تاريخهم المعاصر كما حزنوا وهم يسمعون كلام «عبدالناصر» الناطق بالهزيمة والانكسار. الإخوان وحدهم كانوا استثناءً داخل المشهد العام، ربما يكون بعضهم قد شارك غيره الأحزان على الهزيمة وضياع الأرض، لكن أغلبهم استسلم لإحساس عميق بالشماتة فى عبدالناصر ونظامه. إحساسهم كان كذلك وهم يسمعون أخبار الشهداء من الجنود والضباط فى حرب اليمن. فى ذلك التوقيت وتحديداً عام 1962 (وهو أيضاً عام اندلاع حرب اليمن) شدت أم كلثوم بأغنية «حسيبك للزمن» فحوّلها الإخوان إلى نكتة غيرت الأغنية إلى «حسيبك لليمن»، وأخذوا يتندرون بها على عبدالناصر، كما سجّل نجيب محفوظ فى روايته «الباقى من الزمن ساعة». وكلنا يعلم أن «محفوظ» كان مستمعاً جيداً لما يدور فى الشارع المصرى وينقله طازجاً إلى رواياته.

نفوس المصريين كانت تطحنها الهزيمة، عاشوا حالة اضطراب وارتباك وجلد للذات غير مسبوقة. ولم يكن لـ«الإخوان» أن تفوت هذه الفرصة فعندما تهتز نفس الإنسان ويرتبك عقله يسهل اختراقه. أخذت الجماعة تروج بأن البعد عن الله هو السر فى هزيمتنا فى الحرب. أحد الكتاب حينذاك أنشأ يقول: «الهزيمة وقعت بسبب بعدنا عن الله، وأننا كنا نظن أن النصر بأيدينا، ولم نفهم أن النصر من عند الله، فكانت النتيجة أن تكسرت أسلحتنا، ومات جنودنا فى صحراء لا ترحم، وتسممت معيشتنا فى كل الاتجاهات». بدأ الإخوان يرددون فيما بينهم أن «الله لا ينصر قاتل سيد قطب فى معركة يدخلها». لعلك تعلم أن الشيخ «الشعراوى» قال ذات يوم إنه صلى لله ركعتى شكر بعد هزيمة 67. الله تعالى يُحمد ويُشكر فى السراء والضراء، لكن الشيخ كثيراً ما كان يعبر عن عدم رضائه عن ارتماء مصر فى أحضان الاتحاد السوفيتى الذى لا يؤمن أهله بإله.

فى سبتمبر 1970 توفى الرئيس جمال عبدالناصر، وتدفقت جموع المصريين إلى الشوارع فى وداعه، وعاشت مصر فصلاً جديداً من فصول الحزن والانكسار. تولى الرئيس أنور السادات حكم مصر واختلفت وقتها ردود فعل الناس نحوه، ما بين مرحب به، وكاره له وشاعر بالفرق بينه وبين الرئيس السابق. وخرج «السادات» فى خطابه الأول الذى وجهه للشعب يشكر من قال له «نعم»، ومن قال له «لا»، فتناقلت ألسنة المصريين نكتة تقول: «عندما خطب السادات وجه الشكر لمن قال له نعم ومن قال لا.. ووجه شكراً خاصاً إلى (أمّه نعيمة) التى قالت له نعمين»!. و«أمه نعيمة.. نعمين» كانت أغنية شهيرة لليلى نظمى تذاع فى الراديو ليل نهار فى ذلك الوقت.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أحزان شعب وشماتة جماعة أحزان شعب وشماتة جماعة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon