توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الشجرة الملعونة

  مصر اليوم -

الشجرة الملعونة

بقلم: د. محمود خليل

الحب لدى «الإخوان» وغيرها من الجماعات المتشدّدة لا بد أن يكون «حباً فى الله». والحب فى الله معناه ببساطة أن تحب إنساناً لأنه يحرص على إرضاء الله، حتى تكون فى الفئات التى يظلها الله تعالى يوم لا ظل إلا ظله، استناداً إلى قول النبى، صلى الله عليه وسلم: «ورجلان تحابا فى الله اجتمعا عليه وتفرّقا عليه»، كما ورد فى الحديث الشريف، وهو الرباط البديل، لمحبة الأهل المفارقين للجماعة، ومحبة الأصدقاء الذين يغرّدون خارج سربها، بل وبديل أيضاً عن الحب بمدلوله العاطفى الذى ينشأ بين شاب وفتاة، أو رجل وامرأة. الضلع الثالث من أضلاع التربية على الكراهية داخل الجماعات المتشدّدة، يرتبط بفكرة «التعالى بالإيمان». فالمسلم لا بد أن يعتز بإسلامه، والمؤمن لا بد أن يعتز بإيمانه، وأن يكون متعالياً على الخارجين عن حظيرة الإسلام والمتفلتين من دائرة الإيمان، إعمالاً -لفهم مجتزأ- لقوله تعالى «وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ» (سورة المنافقون - الآية: 8).

وتتطور الفكرة بعد ذلك داخل جماعة مثل «الإخوان» لتصبح معبرة عن نوع من الاستعلاء بـ«الإيمان الإخوانى»، والانتماء إلى الجماعة الناجية التى لولاها لضاع الإسلام، الجماعة التى سوف تعيد إلى الإسلام عزه ومجده، فالوظيفة المنوطة بأعضاء الجماعة عظيمة، وعلى قدر عظمة الوظيفة ينبغى أن يعلو شعور الإنسان بالعظمة والأفضلية على هؤلاء المغردين خارج سربه، وبقدر ما يجب على العضو أن يكون مستعلياً على غيره، لا بد أن يكون طائعاً ذليلاً لإخوانه، خصوصاً إخوانه المسئولين عنه، إعمالاً -لفهم مبتسر- لقوله تعالى «أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ» (سورة المائدة - الآية 54). فهذا الاستعلاء لا بد أن يتحول إلى صورة متكاملة من صور المذلة، وأنت تتعامل مع أمير الجماعة أو أعضائها، فتتراقص معهم مثل بندول الساعة دون تقديم أو تأخير.

ولو أننا تأمّلنا أضلاع مثلث الكراهية (الأول المفاصلة، والثانى الحب فى الله، والثالث التعالى على الآخرين)، الذى يرسم خريطة العقل المتشدّد بقدر من العمق، فسوف ندرك بسهولة أن الهدف الأساسى منه يرتبط بزرع النقمة على الآخر فى النفوس، أياً كان هذا الآخر: أباً أو أماً أو أخاً أو صديقاً أو رفيقاً أو جاراً أو زميلاً أو شريكاً فى الوطن. ولا تستطيع أن تتقبل هذه الأفكار سوى النفوس التى تتمتع بتربة خصبة للعيش على الكراهية واحتقار الآخرين والاستعلاء عليهم. فالزرعة لا تنبت إلا فى التربة المناسبة لها، ولا يقوى على حمل كل هذه الكراهية داخل نفسه إلا من هو مؤهل لذلك، ولديه الاستعداد لمنح بذور الكراهية فرصة أن تكبر وتترعرع حتى تصير أشجاراً كثيفة يصعب اقتلاعها.

شجرة الكراهية هى الشجرة الملعونة التى يجيد المتطرفون -فى كل زمان ومكان وأياً كان موضوع تطرّفهم- زرعها فى النفوس الهشّة المهتزة الرّخوة لتجعل منهم أدوات للقتل -زوراً- باسم الله، لأن الله تعالى خالق الجميع ورازق الجميع وواهب الحياة للجميع. وليس يُعقل أن يدعو دين إلى قتل الآخر لأى سبب أو تحت أى راية، وقتل النفس التى حرم الله قتلها إلا بالحق لا يمكن أن يكون قرباناً لله. وظنى أنك لو حلّلت بعمق وتأنٍّ سيرة وأفعال أى إرهابى يزعم أنه يقتل باسم الله، فسوف تجد أن الدين مجرد يافطة مرفوعة، وأن الأسباب الحقيقية لإراقة الدماء لا تخرج عن دائرتى المطامع أو المطامح.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشجرة الملعونة الشجرة الملعونة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon