توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حكايا الماضي... مدفع أبو خزامة!

  مصر اليوم -

حكايا الماضي مدفع أبو خزامة

بقلم: مشاري الذايدي

هذا الصراع الدائم بين فريقي السنة والشيعة في العراق، ليس وليد اليوم، للأسف، له جذور قديمة، ومن العراقيين النبلاء من يقول هذه صراعات مجلوبة لنا من الخارج، خاصة أيام الحروب الصفوية العثمانية المدمرة.
غير أن الإبحار في التاريخ أكثر، يخبرنا عن وقائع دامية بين سنة بغداد وشيعتها، أيام العباسيين، على ما يذكّرنا عالم الاجتماع العراقي الشهير علي الوردي.
من الآثار المادية لهذا النزال الرهيب على أرض العراق، قصة مدفع «أبو خزامة» أو «طوب أبو خزامة» والطوب هو المدفع بلهجة العراق والجزيرة العربية عامة.
يقول المرحوم علي الوردي في كتابه «لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث» عن هذا المدفع: «كان السلطان مراد الرابع (دخل بغداد عام 1638) عند مغادرته بغداد قد ترك فيها أحد مدافعه الثقيلة، ليوضع عند باب (القلعة) وقد صار هذا المدفع بنظر العامة من أهل بغداد، ولا سيما السنيّين منهم، شبه مقدس، تنسب له الكرامات وتنسج حوله الأساطير. أطلق أهل بغداد على المدفع اسم (طوب أبو خزامة) ويعزى سبب التسمية لوجود خرق صغير في فوهة المدفع كأنه منخر، وتقول الأساطير الشعبية في تعليل الخرق إن المدفع كان في السماء عند حصار بغداد، وإن الله أمر جبرائيل أن ينزل الأرض لمساعدة السلطان مراد على فتح بغداد، فنزل به جبرائيل يقوده من منخره. وهناك أساطير أخرى يتناقلها أهل بغداد حول هذا المدفع، منها أن الأسماك التسع المنقوشة على جانبيه كانت قد لصقت به عند اجتيازه (بحر القدرة) أثناء نزوله من السماء».
هذه الخرافات حول مدفع السلطان مراد، التي نسجها سنة بغداد دفعت العالم البغدادي السني الإصلاحي الكبير السيد محمود شكري الآلوسي أن يكتب رسالة بعنوان: «القول الأنفع في الردع عن زيارة المدفع».
الواقع أن مثل هذه المزارات والبركات تتجاوز جمهورها الطائفي والديني الخاص، لتفيض على غيرهم، ويخبرنا الكاتب البغدادي، بهذه الصحيفة، خالد القشطيني في مقالة نشرت له عام 2012 التالي: «التبرك بطوب أبو خزامة لم يكن قاصراً على نساء السنة، بل كانت الأمهات الشيعيات أيضاً يجلبن أولادهن للتبرك به».
من تحصيل الحاصل أن نقول إن هذه الأساطير البغدادية السنية حول مدفع السلطان العملاق أبو خزامة، هي تعبير عاطفي عن الكراهية الشديدة للجرائم التي ارتكبها الشاه الصفوي الدموي ضد أهالي بغداد.
لو تحدثنا عن الخرافات السياسية بالجانب الآخر، بالكرخ أو بالكاظمية لوجدنا الكثير، ولكن ليس هذا هو الغرض، بل ما بدأنا به الكلام، وهو هذا الداء العراقي العضال الدائم حول الصراع الطائفي المميت... و«طوب أبو خزامة» كان أحد شواهده المادية... الكثيرة.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكايا الماضي مدفع أبو خزامة حكايا الماضي مدفع أبو خزامة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon