توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إصبع «كومار» وندامة «الكُسَعِيّ»!

  مصر اليوم -

إصبع «كومار» وندامة «الكُسَعِيّ»

بقلم: مشاري الذايدي

هذه الحكاية العجيبة جرت في الانتخابات الهندية العامة التي تتم على سبع مراحل، ويتوقع إعلان نتائجها في 23 مايو (أيار).
الحكاية أن ناخباً هندياً أخطأ في اختيار الحزب الذي يريد التصويت له؛ صوّت للحزب المنافس، فعاقب نفسه بأن قطع إصبعه الذي غمسه في دواة الحبر الموجودة بمقر التصويت.
باوان كومار، وحسب «بي بي سي»، ينتمي لمنطقة بولاندشهر بولاية أوتار براديش الشمالية، وكان يريد التصويت لصالح حزب إقليمي، إلا أنه ارتبك من الرموز الكثيرة الموجودة على آلة التصويت، فقام بالخطأ باختيار حزب «بهاراتيا جاناتا» الحاكم.
يقول كومار: «أردت أن أصوت لصالح رمز (الفيل)، لكنني صوتت لرمز (زهرة اللوتس) عن طريق الخطأ».
الرجل الهندي، الذي عاقب إصبعه بالقطع، ينتمي لطبقة «الداليت»، (طبقة المنبوذين) سابقاً، مؤيدة لحزب «بهاوغان ساماغ»، الذي كان يريد كومار التصويت له لكنه أخطأ وارتبك. مع تأثري لفقدان كومار إصبعه الفقيد الغالي، لكن يجب تقدير هذه الخطوة العقابية الشجاعة من كومار لنفسه، فهو لم ينتظر تأنيب أحد، بل قام بالمهمة من تلقاء نفسه، على طريقة الفنان الهولندي الشهير فان غوخ، الذي قطع أذنه بقرار واعٍ فردي. سألت نفسي، كم من إصبع عربي، ومسلم، يحتاج إلى طريقة كومار في التعامل؟
من اختار التصويت للقتلة والمتطرفين والفاسدين الذين بلا قضية عامة، إلا قضية مصالحهم الخاصة، كيف يتم التعامل مع إصبعه ويده التي أدلت بصوتها في هذا البلد العربي أو المسلم هنا أو هناك؟
كيف سيتعامل كومار الآخر، كومار العربي والمسلم، مع من قادته غريزته الطائفية أو العرقية، أو أوهامه العقائدية لترفيع أناس من سقط القوم إلى المقعد النيابي أو البلدي، أو حتى أقل من ذلك انتخابات نقابية أو قروية، ناهيك طبعاً عن الاقتراعات الرئاسية؟
من أوصل محمد مرسي العياط لعرش مصر، ورفاقه لرئاسة برلمانها وأغلبيته؟ من انتخب الحوثي، رغباً لا رهباً، ثم ندم بعد ذلك، في قرارة نفسه: «ولات حين مندم».
قصة ندامة «الكُسَعِيّ» من القصص القديمة، خلاصتها أن أعرابياً رعى شجرة نادرة، واعتنى بها، ليجعل من عودها قوساً صلباً متيناً، وبعد تعب ورعاية استخرج العود وصنع القوس ورمى به الصيد، فرأى سهمه يحدث شرراً، وأعاد الكرة مراتٍ، فحدث الأمر نفسه، وظن أنه أخطأ، فغضب وكسر قوسه ونام، وعندما استيقظ في الصباح سار قليلاً باتجاه الأهداف التي كان يرميها ليلاً فوجد الظباء مضرجة بدمائها، فندم ندماً شديداً على كسره قوسه، فضُرب به المثل في الاستعجال ثم الندم.
في مضرب المثل استعار شاعرنا الفرزدق هذه الحكاية حين استعجل بتطليق زوجه النوار:
ندِمْتُ ندامةَ الكُسَعِي لمَّا غدتْ مِنّي مُطَلَّقَةً نَـوَارُ
وكانت جَنّةً فخرجتُ منها كآدمَ حِينَ أخرجهُ الضِّرَارُ
وَكُنْتُ كفاقئ عَيْنَيْهِ عمداً فأصبح ما يُضِيءُ له النّهارُ

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إصبع «كومار» وندامة «الكُسَعِيّ» إصبع «كومار» وندامة «الكُسَعِيّ»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon