توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الشرق الأوسط بين وارسو وميونيخ

  مصر اليوم -

الشرق الأوسط بين وارسو وميونيخ

بقلم - نشوى الحوفى

توقفت أمام كلمات رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بمؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية بالقدس، الذى أعقب مؤتمر وارسو، الذى جمع إسرائيل وأمريكا ببعض الدول الأوروبية ومسئولى دول الشرق الأوسط فيما عدا إيران، فالرجل أعلن أمام منظمات الصهيونية تقديم دول عربية محاربة إيران على حل المشكلة الفلسطينية!!! وتأكيدهم له على حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها بضرب أهداف إيرانية وسورية فى سوريا! ليس هذا وحسب بل إنه قال نصاً: «فيما يتعلق بالدول العربية، مثلما هو الأمر مع دول إسلامية كثيرة، السؤال يدور حول كيف يجب محاربة الإسلام المتطرف».!! ها هو ذا يصنف بعضاً من الإسلام بالتطرف ويعلن انضمام بعض ممن لا يدرك التاريخ والواقع ونتائج المستقبل، لرؤية إسرائيل!!

لقد سبق مؤتمر وارسو جولات مكوكية لمسئولى إسرائيل فى عدد من العواصم العربية أعلنت من خلالها حضورها وعلاقاتها السرية مع تلك الدول، وكيف أن على الجميع تناسى الماضى الذين أعلنوا فى وارسو سوء فهمهم له، كما جاء على لسان وزيرى خارجية البحرين وسلطنة عمان من أن الشعوب العربية نشأت على عقيدة خاطئة مفادها عداوة إسرائيل بينما هى ليست كذلك؟!!! فأى حسرة تلك التى نعيشها فى غياهب المصالح وحماية العروش؟

لقد أصرت الولايات المتحدة على عقد مؤتمر وارسو ببولندا تحت اسم «السلام والأمن بالشرق الأوسط» فى نفس توقيت انعقاد مؤتمر ميونيخ للأمن فى ألمانيا، رغم أن الأخير يعقد فى موعده منذ العام 1963 ويناقش تحديات الأمن والإرهاب والاقتصاد والسياسة واللاجئين، التى أعلن مؤتمر وارسو عن مناقشتها! وهو ما فطنت له بلادى فلم يذهب لوارسو سوى وفد ترأسه مساعد وزير الخارجية للشئون العربية السفير محمد البدرى، إذ لا يمكن أن تغيب مصر عن مثل ذلك الاجتماع لفهم ومتابعة ما يحدث فى كواليسه قبل ظاهره.

نعم فمن المدهش أن تصنف أمريكا مؤتمر ميونيخ للأمن كأهم مؤتمر من نوعه فى العالم، بينما تنظم مؤتمراً يسبقه بأيام فى وارسو تجمع فيه إسرائيل -للمرة الأولى منذ مؤتمر مدريد للسلام 1991- علناً بمسئولين عرب، لقد ضم مؤتمر ميونيخ نحو 500 شخصية هامة من كل العالم، كان أبرزهم وفقاً للإعلام الألمانى الرئيس عبدالفتاح السيسى لا بصفته رئيساً لمصر فقط ولكن لكونه رئيس الاتحاد الأفريقى أيضاً، فتناول بالتحليل والعرض أهم مخاوف العالم اليوم وهى الإرهاب والتنمية واللاجئين والحرب الاقتصادية، مؤكداً تيقنهم مما يقول متسائلاً كيف يبحثون عن حلول للإرهاب واللاجئين والهجرة غير الشرعية وهم يعلمون أن التنمية وحدها هى القادرة على حل تلك القضايا؟ وكيف يغضون طرفهم عمن يمول ويرسل ويدرب الإرهاب فى الشرق الأوسط بينما يصرون على مكافحته فى بلادنا وبلادهم؟

أثبت مؤتمر وارسو ثبات خطوات إسرائيل فى تحقيق مخططها بالذوبان فى دولنا تمهيداً لابتلاعها أو محوها أو انتظاراً لتفتيتها لتكون الأكبر، بينما هم يلجأون لها لتخلصهم من تطرف وإرهاب حكم الملالى الذى زرعته ورعته إسرائيل وتحمى بقاءه كفزاعة لهم، أثبت مؤتمر وارسو ثبات خطوات بلادى التى وصفها ربى منذ آلاف السنين بخزائن الأرض وشرف رجالها ورؤيتهم التى يقسمون عليها، فيحاربون كل صهاينة العالم وإن اختلفت عقائدهم ومسمياتهم، كما أثبت فى نفس الوقت انقسام أوروبا على نفسها لتترنح بين تبعية لواشنطن، وبين إدراك التهديد لبقائها فى ظل إصرار البيت الأبيض على سكب مزيد من الزيت على النار المشتعلة التى ستطال أوروبا مثلنا.

ليتنا ندرك.

نقلا عن الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع 

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشرق الأوسط بين وارسو وميونيخ الشرق الأوسط بين وارسو وميونيخ



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon