توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جيل لا يعرف «العيبة»!

  مصر اليوم -

جيل لا يعرف «العيبة»

بقلم : طارق الشناوي

لا ينبغى أن يعقد أحد مقارنة بين نانسى عجرم وأم كلثوم، لا يوجد ميزان يحدد على وجه الدقة الجمال من القبح، ومع مرور السنوات، قد يحدث تغيير فى المعيار، أغانى أحمد عدوية فى زمن السبعينيات كانت تعتبر عنوانا صارخا للرداءة، الآن يعاد الاعتبار إليها لتصبح هى العنوان الصحيح والصريح للفن الشعبى المحترم.

تابع العديد من المجموعات عبر (النت)، وهى تفتح النيران فيما بينها، مستخدمة أثقل الأسلحة فى التراشق اللفظى، كل فريق يعتز بالانتماء لجيل يراه هو الأفضل، أشهر (بوست) يتم تداوله بكثرة يصب لصالح جيل الستينيات، والذى يرى من ينتمون إليه أنهم الاستثناء، ويستحقون مكانة الأفضل، خاصة لو تمت مقارنته مع الجيل الذى تفتحت عيناه وإدراكه فى الألفية الثالثة.

يقولون مثلا إنهم كانوا يقرأون بشغف مجلات الأطفال (ميكي) و(سمير) و(تان تان)، وأنهم أمضوا الساعات الطويلة فى متابعة سور (الأزبكية) قبل هدمه، حيث تباع الكتب الأدبية والعلمية بأسعار زهيدة، يعلنون بفخر أنهم عاشوا زمن مشروب (شويبس) والإعلان الشهير بصوت حسن عابدين، وإعلان تنظيم الأسرة (حسنين ومحمدين) وترشيد الميه (ست سنية سايبة الميه ترخ ترخ من الحنفية) بينما هذا الجيل، يتعاطى المياه المعدنية ، الجيل الماضى لم يكن يذهب كثيرا للمقهى ويعتبرها لأرباب المعاشات، هذا الجيل يقضى أغلب وقته (معاش مبكر).

الجيل الماضى مثله الأعلى (تشميرة ) كم القميص شكرى سرحان، أو يفتح الصدر على طريقة أحمد رمزى، هذا الجيل فى حالة (نيو لوك) دائم على طريقة عمرو دياب، ويواصلون نحن جيل غنينا مع فيروز (نسم علينا الهوا) ومع عبدالحليم (حاول تفتكرنى)، بينما هذا الجيل يردد مع سعد الصغير (بحبك يا حمار) ويرقص على إيقاع شطة وأوكا وأورتيجا.

جيل الماضى عندما كان يرى سيدة أو رجلا عجوزا يترك مقعده، فى الأتوبيس، بينما جيل الألفية الثالثة يتصارعون ليستحوذوا على الكرسى، ساخرين من العواجيز.

كلها مبالغات وغزل فى زمن من وجهة نظرهم لم يعرف أبدا (العيبة)، نظرة انتقائية، ترى الجمال والشهامة والجدعنة والثقافة تقف فقط عند حدود حقبة ولا تتخطاها.

بينما الجرائم والتدنى والسقوط هى عنوان هذا الزمن.

(النت) لعب دورا فى منح التجاوزات ذيوعا لم يكن متعارفا عليه فى الماضى، أكذوبة أخرى نرددها، زمن الفن الجميل وزمن الفن القبيح، وفى العادة نصدقها لأنها تداعب شيئا خاصا وحميما لدينا، ولكنها لا تعبر أبدا عن الحقيقة.

كل إنسان يعتز بزمنه فأصبح يشكل ملامحه، زمن التليفون الأرضى ليس قطعا زمن المحمول، (السيلفى) صار بديلا للأوتوجراف، أتذكر أننى سألت قبل نحو عشر سنوات الكاتب الكبير الراحل أسامة أنور عكاشة: لماذا لا تكتب على (الكيبوورد)؟ قال لى صوت احتكاك سن القلم بالورقة ينعش وجدانى، وكأن هذا الصوت يحقق له ارتباطا شرطيا يدفعه للإبداع.

الإنسان عادة لا يرحب بأن يتعلم أسلوبا جديدا غير ما ألفه، الآلة الجديدة تحتاج إلى طاقة وجهد وزمن للاستيعاب، وكما قال الفلاسفة (الإنسان عدو ما يجهل).

المبدع من الممكن أن يقدم المذاقين، الشاعر الذى كتب رائعة سيد درويش (بلادى بلادى) هو نفسه الذى كتب الأغنية الخليعة (ارخى الستارة اللى فى ريحنا/ أحسن جيرانك تجرحنا)، إنه الشيخ يونس القاضى.

لا ينبغى أن يعقد أحد مقارنة بين نانسى عجرم وأم كلثوم، لا يوجد ميزان يحدد على وجه الدقة الجمال من القبح، ومع مرور السنوات، قد يحدث تغيير فى المعيار، أغانى أحمد عدوية فى زمن السبعينيات كانت تعتبر عنوانا صارخا للرداءة، الآن يعاد الاعتبار إليها لتصبح هى العنوان الصحيح والصريح للفن الشعبى المحترم.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جيل لا يعرف «العيبة» جيل لا يعرف «العيبة»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon