توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دراما ع (المازورة)!

  مصر اليوم -

دراما ع المازورة

بقلم : طارق الشناوي

الأجهزة الرسمية والمجالس: الأعلى للطفولة والأمومة، والمرأة، ومكافحة الإدمان والتدخين وغيرها، سعيدة جدًا بالأعمال الدرامية التي صارت أكثر تهذيبًا، فتضاءل عدد التجاوزات مثل التعاطى والدموية والصراعات والألفاظ، هم سعداء قطعًا كما يبدو بتحقيق انتصار تاريخى في معركة تعقيم وإصلاح الدراما، فهى الهدف المنشود، هناك قناعة بأن شاشة نظيفة تعنى مجتمعًا نظيفًا لا يعرف أبدًا العيبة.

تأملوا هذه الحكاية.. كان الشاعر والصحفى الكبير مأمون الشناوى يرى في الصحفى والكاتب محمود السعدنى، الذي كان وقتها في بداية المشوار، موهبة فطرية سيعلو نجمها، فأسند له وهو دون العشرين تحرير باب الحوادث والجريمة في مجلة (كلمة ونص)، التي كان مأمون يترأس تحريرها، وجد الشناوى أن ما يكتبه السعدنى يحقق عند القراء درجة كبيرة من الاهتمام، فزادت الصفحات التي يمنحها له أسبوعيًّا.

كان هناك صحفى آخر فاشل يتابع الموقف ويشعر بالغيرة تحرق قلبه، بسبب تلك الحفاوة التي يحظى بها هذا الصحفى الجديد عند رئيس التحرير، ذهب الصحفى لكل أقسام الشرطة وحصل منها على تكذيب لكل تلك الأخبار، وقدم التقرير لرئيس التحرير، حيث إن هناك إضافة يمنحها السعدنى للخبر يبثه سحرا خاصا يثير شهية القراء، استدعى مأمون، السعدنى، وطلب منه الالتزام الحرفى بالجريمة كما حدثت، وبنقل التحقيقات كما هي مدونة في المحاضر الرسمية، وبالفعل نفذ السعدنى ما طلب منه، فوجد مأمون أثناء مراجعة الأخبار أنها أصبحت فاقدة الحياة، فطلب من السعدنى أن يعود مجددا للكتابة بأسلوبه الذي يمنح الخبر حيوية وأيضا مصداقية.

من السهل أن نمارس الفن الشرعى، الكتابة المستقيمة التي ترى أن الضابط لا يمكن أن ينحرف أو يخطئ، وأن الجميع يحرصون على الفضيلة والأخلاق الحميدة، والمذنب في نهاية الأمر ينال جزاءه، وأن الإدمان وحتى تدخين السجائر بات من النوادر عبر الشاشة.

النظرة الأخلاقية المباشرة التي حملتها أغلب الأعمال الدرامية هل أدت إلى دراما لها جاذبية؟..

وحتى لا يلتقط أحد الخيط ويقرأ بتعسف، فأنا أرفض أن تروج الدراما للعنف والتعاطى، ولكنى بنفس الدرجة أرى أن الدراما النظيفة المعقمة التي صارت كما يبدو هدفا قوميا، ليست هي الطريق الصحيح للنهوض بالمجتمع، بل إنها تؤدى لا محالة لفقدان التواصل، وهو ما حدث هذا العام.

من السهل على الكاتب أن ينجح في خوض الامتحان ويقدم بالضبط ما يريدونه منه، هكذا ستجد أن أغلب الورش ابتعدت تماما عن المحظورات وقدمت دراما ع (المازورة) ولكنها فاقدة الحياة والمشاغبة.

أتمنى ورمضان يلملم أوراقه أن ينتصر صوت العقل، فلا أحد يعنيه شركة إنتاج معينة، ولكن تابعوا الموقف بحياد بعيدا عن الشخصنة، لو انتقدت مثلا مسلسل (كلبش 3) لا يمكن أن تعتبر هذا الرأى بمثابة انتقاد لجهاز المخابرات الذي يحمى الوطن، ولكن المسلسل أخفق في التعبير، عندما اعتقد أنه قادر على أن يستعيد بلا حرفنة ولا حرفية (رأفت الهجان).

تلك المنظومة الجديدة قيدت الإنتاج وصادرت الإبداع، لأنها تملك أيضا القنوات فصارت بقبضتها الحديدية مهيمنة على الماء والهواء.

لصالح الوطن أن تتسع الدائرة لكل الأطياف، اتركوا الخيال للكاتب والمخرج والممثل، وامنحوا الحرية للناس لكى تختار ما تريد أن تراه، ورحم الله زمن الكاتبين الرائعين مأمون الشناوى ومحمود السعدنى.

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دراما ع المازورة دراما ع المازورة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon