توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الجيش ليبي وليس لجولييتي

  مصر اليوم -

الجيش ليبي وليس لجولييتي

بقلم: د. جبريل العبيدي

العاصمة عاصمة ليبية والجيش جيش ليبي وليس جيش جولييتي، ولا يستنسخ تجربة هذا الجنرال الإيطالي في غزو طرابلس إبان الاحتلال الإيطالي، لأنه ببساطة جيش وطني، وليس جيشاً غازياً، وهذا الإسقاط التاريخي، غير منصف وغريب، ويعبر عن حالة جهل وإفلاس في توصيف مؤسسة عسكرية وطنية كان ميلادها قبل ميلاد جنرالاتها المعاصرين وحتى الراحلين، وأي خلاف معهم لا يبيح التضليل أو التآمر عليهم بالكذب والتشويه
صحيح فيمكنك الاختلاف مع المشير خليفة حفتر قائد الجيش، ولكن لا يمكنك تشويه الجيش الليبي، ووصفه بالجيش الغازي من البحر، فالجيش الليبي لم يدخل طرابلس غازياً من البحر، بل دخلها محرراً برجالها الوطنيين من محيطها الترابي الليبي من غريان والزاوية وبني بوليد صحبة رجالها الوطنيين، فمعركة تحرير العاصمة طرابلس هي معركة وطنية، وأي توصيف آخر لها يعتبر تسطيحاً لقضية وطنية وتشويهاً لها.
الجيش الليبي مؤسسة عسكرية عريقة ومنضبطة تؤمن بالدولة المدنية، وليس بمفهوم استراتوقراطية الدولة (Stratocracy)؛ مؤسسة عسكرية ذات عقيدة وطنية، فالجيش الليبي الذي تم تأسيسه في 9 أغسطس (آب) عام 1939 من قبل مجاهدين ليبيين أطلق عليهم القوة العربية الليبية، كقوة وطنية لمحاربة الاحتلال الإيطالي، جيش وطني يتشكل أفراده من الشرق والغرب والجنوب الليبي، عقيدته وطنية خالصة، ولا يحمل أجندات خارج حدود الوطن، وأثبت مهنية وانضباطية عالية في تقدمه في الشرق والجنوب وحماية حقول النفط، وحافظ على احترام قواعد الاشتباك، وليس من المنصف أن يشبه جيش وطني بآخر غازٍ، كتشبيه الجيش الليبي في تقدمه لتحرير العاصمة من قبضة الميليشيات والعصابات الإجرامية بجيش جولييتي، من قبل سدنة الميليشيات وأبواقها، والمستفيدين من تركة الميليشيات ومن بقايا فريستها، وهذا يعتبر إغفالاً للحقيقة بل ويعتبر ترويجاً للكذب والتضليل، ووثيقة دفاع عن ميليشيات إجرامية استوطنت العاصمة الليبية لأكثر من ثماني سنوات، فالجيش الليبي يصارع الإرهاب وجماعات الإسلام السياسي، والفوضى من أجل دولة وطنية بحدودها الجغرافية غير المنهوبة ولا المحتلة، يتنازعها محيط إقليمي مليء بالإرهاب.
طرابلس العاصمة الليبية أسيرة الميليشيات والتغافل الدولي لسنوات، لم يتقدم الجيش الليبي إلى تحرير عاصمة بلاده، وهو يظنها نزهة بحرية كما ظنها جولييتي، بل إنه تجنَّب المعركة بشتى الطرق، لأنه يعرف تماماً الحرب التي فرضت عليه، ولكن التضحية أصبحت واجبة ولا مناص من التقدم لتحرير العاصمة، بعد ثمانية أعوام عجاف، استحكمت فيها الميليشيات وأصبحت ترتهن العاصمة وسكانها، بل وتمارس ابتزاز الحكومات المتعاقبة في طرابلس لدرجة أنها ذات مرة اختطفت رئيس الحكومة زيدان في محاكاة مشهد مافيوي لسيناريو اختطاف الدو موروا رئيس الحكومة الإيطالي في السبعينات، كما اعتقل رئيس المؤتمر الوطني (البرلمان) من منامته، وأظهره فيديو بمظهر الذليل وهو يستجدي رئيس تلك الميليشيا.
سيطرت الميليشيات على العاصمة طرابلس منذ الأيام الأولى لحراك فبراير (شباط) 2011 الذي انتهى بالفوضى وانتشار السلاح، حيث لم يكن هناك أي نية صادقة أو جهد صادق لجمعه ولملمة الفوضى من قبل حلفاء الناتو، الذين أسقطوا الدولة الليبية لتنهشها الميليشيات المؤدلجة وميليشيات الإسلام السياسي التي تأتمر بأوامر من الخارج تتنوع بين البغدادي والظواهري والمرشد؛ ميليشيات لا يوحدها سوى استمرار الفوضى.
التآمر والافتراء على الجيش الليبي تنوعت أوجهه؛ منها مشروع تفكيك الجيش الليبي ومحاولة استنساخ سيناريو بول بريمر، بتشكيل ميليشيات موازية، قام بها الإسلام السياسي بقيادة تنظيم الإخوان أثناء فترة حكومة المؤتمر الوطني، وتم تسليحها في استثناء جزئي للحظر على التسليح عام 2013 وهي التي تصارعها اليوم القوات المسلحة العربية الليبية في العاصمة طرابلس، والتي جعلت منها حكومة الوفاق «قوات لها»، وهي مجرد تحالف ميليشيات بعضها مؤدلج وميليشيات مناطقية وأخرى عصابات إجرامية مختلفة الولاء لم يجمعها سوى العداء للجيش الوطني الليبي.
رسالة الجيش الليبي حول الانتخابات والدولة المدنية كانت واضحة منذ البداية، وإن تكررت اليوم بوضوح كامل، وهي أن الجيش ليس ضمن اللعبة السياسية ولا ينخرط فيها، وأن الجيش سيحمي مسار الانتخابات والناخبين ومراكز الانتخاب، ولن يمارس الانقلاب العسكري.

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجيش ليبي وليس لجولييتي الجيش ليبي وليس لجولييتي



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon