توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أسبوع «داعش» الأخير

  مصر اليوم -

أسبوع «داعش» الأخير

بقلم - د. جبريل العبيدي

هل سيكون هذا أسبوع «داعش» الأخير ونهاية دولة البغدادي التي أطلق عليها «دولة الخلافة» المزعومة وفق تصريحات الرئيس الأميركي، الذي قال: «لم تعد لهم أراضٍ، إنه عامل كبير، لم تعد لهم أراضٍ»، خصوصاً أن «داعش» أصبح محاصراً في بضعة كيلومترات لا تتعدى العشرات بعد أن كان يتمدد من الموصل في العراق إلى الرقة في سوريا ليعبر البحر إلى درنة وسرت الليبيتين، ولا يقف عند سيناء المصرية، بل يخترق مالي عبر سفهاء «بوكو حرام» (التعليم حرام)، وينشر ذئابه المنفردة في عواصم العالم يوقظهم متى شاء البغدادي، لينشر الرعب، كمشاهد الذبح التي نفذها «داعش» بتقنية سينمائية عالية تنافس هوليوود والتي قام بها عند شواطئ سرت الليبية عندما ذبح الإرهابي الجازوري وصبيانه 21 قبطياً، بغير ذنب ارتكبوه، إلا أن حظهم العاثر أوقعهم بين أيدي سفهاء البغدادي، ليأمر بذبحهم ليشبع سادية القتل عنده ولدى أتباعه ويصور بهم فيلماً سينمائياً يعجز هيتشكوك عن إخراجه؟
«داعش» محاصر في مساحة أقل من واحد في المائة من مساحة دولة البغدادي التي جعل نفسه أميراً عليها، والتي ابتلع فيها أكثر من نصف مساحة العراق، في زمن قصير، بعد أن انهزمت أمامه قوات المالكي، التي كانت تتجاوز في عددها عشرات الآلاف، تاركة أسلحتها الثقيلة وحتى بنادقها، أمام عشرات المقاتلين من «داعش» لم يتجاوزوا في عددهم أربعمائة مقاتل.
«داعش» المحاصر الآن في بضعة كيلومترات يعاني من انشقاقات داخل صفوفه، التي كانت تتمتع بالطاعة العمياء والمطلقة للبغدادي، الذي قالت عنه صحيفة «الغارديان» إنه نجا من محاولة انقلاب، في يناير (كانون الثاني) الماضي، في مخبئه بسوريا، تزعمها أبو معاذ الجزيري.
إن سبب ظهور تنظيم داعش هو مشروع هيلاري كلينتون لتوطين جماعات الإسلام السياسي، في الشرق الأوسط، وبالتعاون مع جماعة «الإخوان»، التي أفرخت كل هذه التنظيمات الإرهابية، وخرجت من تحت عباءتها، واستخدمتها في مشروع المرشد؟
وجراء هذا اتهم ترمب نفسه، أثناء حملته الانتخابية، أوباما وهيلاري كلينتون قائلاً: «باراك أوباما مؤسس تنظيم داعش»، ووصف هيلاري كلينتون بالشريك في صناعة «داعش» ووصفهما بأنهما «أكثر اللاعبين قيمة» بالنسبة لتنظيم داعش.
أسبوع «داعش» الأخير، يتناقض مع وجود آلاف الإرهابيين يعبرون الحدود التركية، إلى سوريا، ولهذا يرى البعض أن إعلان ترمب المبكر عن نهاية «داعش»، جاء لدعم قراره سحب قوات بلاده من سوريا، الأمر الذي يعارضه الكونغرس، ولهذا قد يكون الإعلان مجرد حديث موجه للأميركيين.
تنظيم داعش امتهن الدم والخراب ونشر الفزع والرعب، وصبَّ جامَّ فعله على إشباع غرائز مقاتليه، بالجنس والمال، بعد أن أغرقهم بفتاوى الدجالين، ووعد المنتحرين منهم بالجنة وحور العين، بينما اختبأ إبراهيم عواد السامرائي الملقب بالبغدادي، هارباً من الموت، الذي أطعمه لأصحابه قبل أعداء تنظيمه.
أياً كان من صنع «داعش»، فإنه يبقى صفحة مظلمة في التاريخ العربي والإسلامي، لكونه صفحة ملطخة بدماء المسلمين قبل غيرهم، ولكون فكر التنظيم الشرس كان مبنياً على قتل المسلمين قبل غيرهم مستبيحاً دماءهم بحكم الردة، الذي حكم به سفيه «داعش» على جميع المسلمين خارج بيعته، لدولته المزعومة، التي جعل الغاية والهدف فيها الذبح والقتل والسحل، وانتهاك الحرمات، بالسبي و«جهاد النكاح»، ليدفع بمزيد من المهووسين بالقتل بين صفوف مقاتليه.
أسبوع ترمب الأخير لـ«داعش» يكاد ينجلي، ولا أظن ترمب جاداً فيما قال، فـ«داعش» يبقى فكراً متطرفاً، لا بد من محاربته بفكر مستنير، والعمليات العسكرية، ليست إلا مرحلة من مراحل الحرب على التطرف، ولكنها ليست النهاية.

 

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسبوع «داعش» الأخير أسبوع «داعش» الأخير



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon