بقلم - جلال عارف
أرقام منظمة السياحة العالمية عن السياحة في مصر تبشر بكل خير بإذن الله. في العام الماضي بلغ عدد السياح ١١٫٣٥ مليون سائح بزيادة ثلاثة ملايين سائح عن العام الأسبق. إذا وضعنا في الحسبان أيضا أرقام السياح الروس الذين لم يعد هناك سبب مقنع لغيابهم، فإننا نكون أمام أرقام قريبة جدا مما كانت عليه قبل ثورة يناير وما تلتها من أحداث.
قراءة الأرقام تقول إن أوروبا في المقدمة بحوالي سبعة ملايين سائح. وأنهم أنعشوا لحد ما السياحة الثقافية التي يعشقونها. والأرقام تقول أيضا إن أمامنا فرصة كبيرة للتحرك في الأسواق التقليدية »مثل الأسواق العربية التي جاء منها في العام الماضي ثلاثة ملايين سائح» ومثل الأسواق الواعدة وفي مقدمتها الصين التي لم يزد نصيبنا من ملايين السياحة منها علي ٢٣٤ ألف سائح وهو رقم يمكن أن يتضاعف عشر مرات علي الأقل بجهد مطلوب يستغل شغف الصينيين بحضارة مصر. ومثلهم في ذلك السياح من الهند الصديقة التي بدأت تصبح رقما كبيرا مستهدفا من كل الدول السياحيةَ !!
والمطلوب هنا ألا تبخل الدولة بأي دعم تحتاجه السياحة في هذه الفترة وأن ندرك أن كل ما ننفقه علي السياحة هو استثمار أمثل. وأن علينا أن نستعد بعد أن نعبر الفترة الصعبة، إلي استقطاب السياحة الثرية التي تنفق أكثر. وأن نحسن استغلال إمكانياتنا الهائلة لتقديم الأفضل .
ولعل التنسيق بين وزارات السياحة والطيران والآثار مطلوب الآن أكثر من أي وقت مضي في ظل تنافس هائل في سوق السياحة العالمية. وحتي تعود السياحة إلي مصر بأكبر الفائدة علينا.. بتطوير خطوط الطيران المباشر، وبالسيطرة علي الأسعار، وبجعل المناطق الأثرية خالية من كل ما يسيء، وبتقديم الخدمات السياحية بأفضل صورة وتحت رقابة لا تسمح بأي تلاعب أو إهمال.
أمامنا الفرصة لنضاعف من أعداد السياح ومن إيرادات السياحة. ما حققناه في الظروف الصعبة يدعونا للتفاؤل. شكرا لكل من ساهم في ذلك وإلي المزيد من العمل.. والأمل .
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع