توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عندما يخرس المنطق يتكلم الرصاص

  مصر اليوم -

عندما يخرس المنطق يتكلم الرصاص

بقلم : خالد منتصر

استيقظنا على خبر اغتيال الروائى العراقى علاء مشذوب بـ١٣ رصاصة على خلفية بوست انتقد فيه «الخمينى»!!، انتقاد شخص صار انتقاداً للعقيدة، أصبح رجل الدين صنماً لا يُمس، وصار الاجتهاد فى الدين مؤثماً ومؤمماً من قبيل بائعى صكوك الغفران الإسلامية، لم يعد هناك فرق بين سنة وشيعة، اختلفا فى كل التفاصيل والأفكار، إلا فكرة اغتيال المخالف لهما فى الرأى، فقد توافقا فيها، اغتيل فى كربلاء، حيث جز شمر بن ذى جوشن رأس الحسين، وكان عدد ضربات السيف على رقبة الحسين هو نفس عدد الرصاصات فى صدر ودماغ مشذوب، وكما لعب الحاكم بن زياد فى رأس الحسين بقضيب الحديد، لعب الإسلاميون بدماغ القاتل وأوهموه أن مشذوب كافر ومرتد سيدمر الدين، واقتنع القاتل بأن دينه هش من الممكن كسره بجملة أو بوست أو تويتة!، مشذوب ليس أول اغتيال لصاحب رأى فى منطقتنا العربية المنكوبة، لكن هناك قائمة شهداء رأى معه أطلق عليهم رصاص الإسلام السياسى وبنفس البشاعة، المصرى فرج فودة ١٩٩٢، ثم التونسى شكرى بلعيد ٢٠١٣، ثم الأردنى ناهض حتر، نفس ملامح وسيناريو القتل، فالقتلة لم يقرأوا حرفاً مما كتبه الضحايا، لكنهم مجرد دمى ماريونيت تحركهم فتاوى رجال الدين وأمراء الجماعات، نفس درجة البشاعة فى عدد الرصاصات، وكأنه تشفٍٍّ وتمثيل بالجثث، ما يجمع القتلة هو جلافة الإحساس وغلظة الوجدان وانعدام الإنسانية، الضحايا للأسف كانوا مقتنعين بأهمية الحوار والمناظرات، فودة اغتيل بعد مناظرة فى معرض الكتاب ألجم فيها رموز الإخوان وأفحمهم بكل أدب، بلعيد اغتيل بعد لقاء فى قناة نسمة التونسية، ناهض حتر اغتيل بعد ريتويت لرسم كاريكاتيرى يسخر من الدواعش، واغتيل أمام قصر العدل، حيث كان ذاهباً لجلسة المحاكمة، ومشذوب كان خارجاً من ندوة أدبية!!، هل هناك جدوى من الحوار مع هؤلاء الضباع البشرية من معدومى الإنسانية؟، هؤلاء المفكرون لم يكن معهم إلا القلم والكلمة، واجههم القتلة بالكلاشينكوف والرشاشات، فأين الحوار إذن؟، واهم من يتخيل أن بمقدوره حوار هؤلاء الضباع، يجب أن يكون المستهدف من الحوار هم الحيارى على الشاطئ، من هم على شفا الاقتناع بمخدرات القتلة الدينية، غير ذلك ضياع للوقت واستنزاف طاقة وجهد، رحم الله مشذوب، ورحم الله أمة تقتل مفكريها باسم الدين.

 

نقلًا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عندما يخرس المنطق يتكلم الرصاص عندما يخرس المنطق يتكلم الرصاص



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon