توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أُلفة العين مع القبح تميت القلب

  مصر اليوم -

أُلفة العين مع القبح تميت القلب

بقلم : خالد منتصر

قرار طلاء البيوت من الخارج وإخفاء الطوب الأحمر، الذى صدر من أعلى مستويات الدولة وصار اهتماماً رئاسياً، ليس قرار رفاهية أو ترف، ولا تنفع فيه العبارة الخالدة «إحنا فى إيه ولا فى إيه؟!». ولا بد ألا يخدعك أحد بالتهوين والسخرية وهو يقول «هذه ليست أولوياتنا». لا يا سيدى، نشر ثقافة الجمال من أولوياتنا، العين التى تتآلف مع الجمال وتتعود عليه لا يمكن أن تتآلف مع الذبح والتفجير والدم. لا بد أن نعوّد العين على أن تنفر من القبح وتخاصم الفوضى البصرية والعشوائية الدميمة. العين التى تعودت على تلال القمامة أمام بيتها بدون أن يهتز لها رمش هى عين إنسان جلف غليظ الإحساس. من لا يعترض على الزبالة أمام داره، مهما كان نظيفاً داخل منزله، هو شخص أنانى وجاهل، مهما كانت درجته ووظيفته. نحن نرى عمارات فخمة فى وسط البلد بها مكاتب محامين ومهندسين وعيادات أطباء، نظيفة ولامعة وبراقة من الداخل، لكن على البسطة وفى بير السلم ترعى الفئران والثعابين فى القذارة!!

ثقافة نرجسية أنانية، ثقافة «أنا ومن بعدى الطوفان»، أخفق جهاز التنسيق الحضارى عندنا فى توحيد أو تنسيق طلاء العمارات والبيوت، تجد من يدهن بلكونته بمبة مسخسخ أو جانجاه على فسدقى وجاره يدهن كاروهات سيراميك... إلخ، فوضى بصرية بامتياز. يصرف صاحب العمارة الملايين على خرسانات ورمل وأسمنت، ولا يصرف مليماً على طلاء، يترك قبح الطوب الأحمر يطل على عيون المارة، يراقبهم وهو جالس فى البلكونة بكرشه المتدلى يشرب الشيشة ويتجشأ. عمارات الشارع غير متناسقة، لدينا عدوانية تجاه الأشجار وكأن بيننا وبينها ثأراً، فوضى حجز أماكن الركن بالصفائح والأحجار والكراسى والخوازيق، نتعدى على الحدائق ونحولها إلى خراب مستعمرة «ياميت»، أكبر بلد فيها خرابات، نكتب على الجدران أقذر الألفاظ، ونلوثها بالصور والدعايات الانتخابية وغير الانتخابية، «الأوت دوورز» فى منتهى البشاعة، تُحتل أرقى الأماكن بأردأ التصميمات، تماثيل مساخيط فى أهم الميادين هى نموذج لقمة اللكلكة الفنية، بلد علّم العالم النحت يضع تماثيل مشوهة هى أهم علامات انحطاط الذوق فى القرن الحادى والعشرين، لا يوجد بيت مصرى مهتم بوضع صور لوحات مستنسخة، كل ما فى البيوت لوحات خط عربى يعتبرونها من علامات الإيمان! ثقافة الزحام والعشوائية والضجيج والقبح تخلق أذناً رافضة للحوار، وعيناً كارهة للجمال، وقلباً ميتاً سرعان ما يقع فى فخ الإرهاب والتطرف.

نقلًا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أُلفة العين مع القبح تميت القلب أُلفة العين مع القبح تميت القلب



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon