توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدحيح

  مصر اليوم -

الدحيح

بقلم : خالد منتصر

أكبر كارثة فى الإعلام المصرى هى عدم وجود المحرّر العلمى فى الصحافة، وغياب البرنامج العلمى فى التليفزيون، فالعلم لغة العصر وغياب الوسيط الإعلامى الذى ينقل لنا أحدث الأخبار العلمية أو يفهمنا ما نعجز عن تفسيره من نظريات وأمور ومعلومات فيزيائية أو بيولوجية أو كيميائية.. إلخ، يجعلنا كالأطرش فى الزفة، وبالطبع الزفة هى الزفة الحضارية الحداثية التى غبنا عنها متعمدين، متدفئين بكراهية العلم، متدثرين بغطاء الجهل المتعالى، لكن فى ظل ثورة الاتصالات الجارفة، ومع الموت الإكلينيكى الذى يحدث ببطء للوسيط التليفزيونى، صارت منصة «اليوتيوب» هى البديل والأمل والمستقبل، وهذا ما أدركه الكثير من الشباب الذكى الواعى المثقف اللماح، من هؤلاء، بل على رأسهم الآن هذا الشاب المصرى، الذى يقدّم حلقات «الدحيح» على منصة «اليوتيوب»، إنه أحمد الغندور، خريج كلية العلوم بالجامعة الأمريكية، هذا الشاب الذى قرّر أن يبسّط العلوم بشكل كوميدى «روش»، بخلطة بصرية غاية فى الجمال والذكاء والتنوع، وبإيقاع مونتاج لاهث يجذب قطاع الشباب، ويسمرهم فى أماكنهم حتى نهاية الحلقة، لغته سهلة، معلوماته موثقة، مبذول فى تلك الحلقات جهد كبير فى البحث من المراجع والمجلات العلمية، وتطرح أسئلة كانت من المسكوت عنها أو من المهمل بحثها عمداً مع سبق الإصرار والترصّد.

الدحيح تجربة مختلفة لزمن مختلف، كنا قديماً نتفاعل مع برامج علمية، مثل تكنولوجيا، وعالم البحار، والعلم والإيمان، وعالم الحيوان، كان ماسبيرو متكفّلاً وقتها بالتصنيع الثقافى الثقيل، ويتحمّل تلك البرامج غير الإعلانية، لأنها تشكل وعياً وطنياً ضرورياً للنهضة والتقدّم، جاء هذا الشاب فى ظل غياب شبه كامل للعلم وتوابعه من على الشاشات وصفحات الصحف، بخفة دم أقنعنا بعدم الربط الشرطى بين العلم والغلاسة، أو البرامج العلمية وثقل الظل، فأصبح الشباب يتابعون قناته على «اليوتيوب» بالملايين، هذا الشاب حمل على كاهله عبئاً تتهرّب منه مؤسسات كبيرة، عبء تعريف الشباب بالعلم ومصطلحاته، من خلال اللغة التى يفهمها، دون تقعّر أو كلكعات مصطلحات، تحية لهذا الشاب الجميل أحمد الغندور، الذى أنصحه بألا يستجيب لدعوات الفضائيات لتقديم برنامجه عليها، فهى حتماً ستسحق أحلامه، ولن تتنازل عن فكرتها بأن العلم مرادف الغلاسة والرخامة الإعلامية، وفى النهاية ستُضحى به فى سبيل عرض برامج العفاريت والردح والنميمة، اترك لهم برامج البردقوش وحبة البركة وكريمات جزيئات الذهب للبشرة، وكل ما هو علم ردىء مزيف يتمرغون فى وحله، يقدّمون تلك الوجبة المسمومة ليُخدروا الناس بحقنة الدجل الإعلامى الذى يسطح العقول ويبتز الجيوب.

أحمد الغندور شاب مصرى حلم ولم يستسلم أو يقلد أو يتسول كتالوجات جاهزة وبديهيات مستقرة، حلم ونجح، أحترم تجربته ومعجب بها وأتمنى له مزيداً من النجاح والتجاوز، حتى تجربته الحالية لا بد أن يتجاوزها، لأن العلم خيال جامح، وشك مستمر، وإبداع خارج الأطر المستقرة المحفوظة، لذلك أثق فى أن همه الحالى ليس فى إعداد حلقات جديدة فحسب، بل همه صار التمرد على طريقة الإعداد نفسها، والبحث عن جديد مختلف، وهذا هو سر النجاح.

نقلًا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع  

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدحيح الدحيح



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon