توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عاش ليروي كل شيء

  مصر اليوم -

عاش ليروي كل شيء

بقلم: سمير عطا الله

اشتهر الدكتور جلال أمين بأنه أحد علماء الاقتصاد في العالم العربي، وكان من أبرز أساتذة هذه المادة في الجامعة الأميركية في القاهرة، كما عمل خبيراً في مؤسسات كثيرة من ضمنها صندوق التنمية العربي في الكويت، وقد ترك مؤلّفات ومحاضرات لا حصر لها، في الإنجليزية والعربية معاً. لكن إذ تعود إلى مراجعة أعمال ذلك الحيوي الكبير وحياته، تجد دون أي شك أنه - مثل غابريال غارسيا ماركيز - إنما وُلد ليروي. ولم تكن الأستذة في الاقتصاد سوى ذريعة ومهنة للعيش، وها هو يقول ساخراً من نفسه، كما سخر من الجميع، إن الذي لا يجيد فهم مادة ما، فإنه يكلّف بتدريسها. بعد وفاة الدكتور أمين قبل أشهر، رأيت أن أفضل مراجعة لسيرته هي العودة إلى كتابه «شخصيات لها تاريخ» (دار رياض الريّس للنشر)، لأنها تضيء على فهمه للمرحلة التي عاشها وعاشتها الأمّة معه.
عثرت بعد ذلك على صفحات أكثر حميمية في حياة الدكتور بعنوان «مكتوب على الجبين» (دار الكرمة). في هذا الكتاب يتأكّد لك أن نجل أحمد أمين لم يكن يريد شيئا في الحياة سوى أن يكتب. وأن يكتب عن كل شيء. وبالطبع أن يكون ناقداً في كل شيء. فهو قلّما يلاحظ الحسنات في الناس، أو أنه لا يعتبر ذلك من مهامه، فهي واضحة في البشر ولذا توجب عليه أن يبحث في خبايا طباعهم وأن يدرس سلوكهم بعين الحقيقة. هكذا يجلس إلى مكتبه ويروح يروي بلا انقطاع أو استراحة، بادئاً في منزله، أو بالأحرى في منزل أحمد أمين الأبوي، ليرسم لنا بأقصى حد ممكن من الصراحة والمحبة والعطف والنقد، صور شقيقاته وأشقائه، في البيت الذي كان فيه ثمانية من الإخوة.
يبدأ الدكتور جلال في قصة أخيه الأكبر عبد الحميد، ذلك الرجل الطيب، الشديد الذكاء، الذي يحمل دكتوراه من لندن في الهندسة ولا يكتفي بها، فيحصّل دكتوراه أخرى من ألمانيا. لكن هذا الرجل المحب للدعابة والمفاكهة، يعود إلى مصر فيصبح رجلاً منطوياً على نفسه لا يخرج من البيت ولا يبتسم لأحد، ويتحدّث كثيراً عن الذهاب للعمل في العراق، ولا يخفي على عائلته شعوره بالخوف وأن هناك من يتجسّس عليه، وأن جهاز المخابرات يتعقّبه. ويترك عبد الحميد عمله في مجلس البحوث وهو في الأربعين من العمر ويظل في حالة انهيار عصبي حتى وفاته في الثمانين. ويوحي إلينا جلال أمين أن شقيقه كان على علاقة بمشروع نووي، لكنه لا يفيض في الشرح أكثر من ذلك.
إلى اللقاء.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عاش ليروي كل شيء عاش ليروي كل شيء



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon