توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حديد وحرير وأدب

  مصر اليوم -

حديد وحرير وأدب

بقلم: سمير عطا الله

يعرّفنا الدكتور عبد الرحمن شلقم إلى ليبيا لم نعرفها. إلى أساطيرها الشعبية الجميلة والمذهلة. إلى كهوف «الجبل الأخضر» وسكانها وأصواتها، إلى سيدة من حديد وحرير وقلب، إلى «زنقة الريح»، إلى حياة ويوميات وأعوام شعب له عادات وتقاليد وتعب وطفولة وأحلام.
وقد انتبهت وأنا أمتّع النفس بقراءته أسبوعياً، ليس بأنه كاتب وأديب ومفكر سياسي استثنائي، بل إلى ما حدث لليبيا خلال أربعة عقود. عرفنا عنها فقط العقيد واللجان الشعبية و«الكتاب الأخضر» الذي كشف للبشرية «أن الأنثى أنثى والذكر ذكر». أربعون عاماً ولا شيء يخرج من ليبيا سوى حرب على تشاد، ومسيرة على مصر، ووحدة على تونس، وصولجان على أفريقيا، ومؤتمرات على الشعب، وموازنات على «الجيش الجمهوري الآيرلندي»، وأموال على حرب لبنان، وكل حرب فيها قتل وموت ودماء في أنحاء العالم.
في رثائه لأحمد الفقيه، صاحب «خرائط الروح»، رسم عبد الرحمن شلقم صورة الليبي المخفيّ عنّا خلف ستار من عاصفة رملية تملأ الأفواه والأنوف والعيون. وفي «خديجة الجهمي»، رسم صورة المرأة الليبية إنسانةً وبطلةً وقلباً وأمومةً، بعدما انتشرت صورتها في العالم على أنها مخلوقة فظّة تحمل السلاح وتلوّح بالرشاشات في حراسة الأخ قائد الثورة.
أربعون عاماً ولا يعرف الليبيون شيئاً عنها. أذنت اللجان الثورية لشخصية تاريخية واحدة هو عمر المختار، لأنه كان جزءاً من صناعة صورة الأخ القائد. أربعون عاماً وعلى العالم أن يلاحق خبراً واحداً: أين تقام خيمة ملك ملوك أفريقيا؛ قرب متحف اللوفر في باريس، أو قبالة الأمم المتحدة في نيويورك؟ وكان هناك كاتب واحد هو الذي يكتب الفكر والافتتاحيات والرواية، ولولا ضيق الوقت لقرض الشعر أو جيء له بمن يقرضه.
تُذكرنا آداب ومواهب وثقافات شلقم بنصف قرن مُنعت خلاله الشعوب من معرفة تاريخها وآدابها وثقافاتها. كان أمامها رجل واحد تشاهد صوره وتقرأ خطبه وتضحك لنكاته وتسير في حروبه وتحمد الله على أنها وُلدت في عصره. عندما أراد صدام حسين أن يقدم للعراق صورة جديدة غير صورته اليومية، أتى بولديه، ووضعهما إلى جانبه، وأطلق الرصاص في الهواء.
سافر البياتي والسياب والجواهري في العالم لكي يكتبوا شعراً، لا أوامر فيه. أما السيد الرئيس، فقد كان له مريده. القادة الملهمون لم يكتفِ أحد منهم بأرضه ودولته. ولا أحد. كان لا بد من دولة أخرى تضاف إلى أمجادهم، بالإضافة، طبعاً، إلى فلسطين. ومن فلسطين اختاروا أبو نضال حليفاً في المشروع القومي.
يعيد الدكتور شلقم إحياء تراث جميل. ويضيء على شخصيات جميلة. ويعمم على العرب تراثاً مُنعوا من معرفته.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حديد وحرير وأدب حديد وحرير وأدب



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon