توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

... وحكاية سيدتين

  مصر اليوم -

 وحكاية سيدتين

بقلم - سمير عطا الله

منذ اللحظة الأولى لمجزرة المَسجدين ظهرت في نيوزيلندا بطلة في حجم المأساة. في وقت واحد عرفت جاسيندا أرديرن كيف تتعامل مع السفاح، ومع ضحاياه. هو، الوحش الرقمي المخطِّط لأوسع عرض ممكن، منعت نشر صورته في أي مكان، أو نشر كلامه، ومنعت عنه أي صحيفة أو تلفزيون أو أي وسيلة تمتِّعه بأصداء ما فعل.
أرادت سيدة الأربعين عاماً، وأصغر حاكمة في البلاد، أن تقول للعالم أجمع، وخصوصاً للعالم الإسلامي، إن السفاح ليس نيوزيلندا، وإن نيوزيلندا هي تلك التي رفعت الأذان في أنحاء الدولة في مرور أسبوع على المجزرة، والتي تلت القرآن في البرلمان، والحاكمة التي لبست ثوب الحداد ولم تخلعه بعد. فكما أن في هذا العالم سفاحين وقتلة وإلغائيين، هناك أيضاً بشر من فئة الإنسان. ومن هؤلاء صدرت في ذكرى الأسبوع صحيفة المدينة وعلى صفحتها الأولى كلمة واحدة بالعربية: سلام!
بعيدة على حافة الأرض، كانت نيوزيلندا مسرحاً لأمثولتين: الهمجية التي يمثلها همجيو الأرض، والإنسانية التي جسدتها أرديرن. لم يكن مفر من تذكر السيدة الأخرى، أنجيلا ميركل، التي دعا السفاح في «بيانه» إلى قتلها. إنها الحاكمة التي فتحت أبواب ألمانيا أمام مليون نازح سوري، عدد يكفي لتغيير معالم برلين وغيرها.
وقد عاد عشرات الآلاف من هؤلاء إلى بلدهم، رغم كل ما أحيطوا به من عناية، مفضلين حياة الشقاء والخوف على حياة الغربة الكليّة التي دُفعوا إليها. ليس أهل البلد كلهم ملائكة، ولا المهاجرون. ففي اليوم التالي لمجزرة المسجدين، أقدم مهاجر تركي في هولندا على مجزرة صغيرة. أيضاً كان هؤلاء أناساً لا يعرفهم ولم يرَ وجوههم من قبل. ليس فقط أن الإرهاب لا دين له، كما قال عمران خان، بل أيضاً لا قلب له. إنما له عيون مثل عيون الوحوش الخرافية. فالسفاح كان يرى ضحاياه يتساقطون ثم يطلق النار من جديد، للتأكد من وفاتهم. ومن أربعة مساجد في المدينة، توافر له الوقت لمهاجمة اثنين متقاربين.
قادت جاسيندا أرديرن شعبها إلى الإسراع في محو اللطخة التي لحقت بالبلاد. ويوم كانت تعمل مستشارة في إدارة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، كانت أكثر من عارض وقوفه إلى جانب جورج دبليو بوش في احتلال العراق. لا تحتاج المواقف الإنسانية إلى خبرة، بل إلى شجاعة.
حاكمة دولة صغيرة على حافة الأرض، وزعيمة ألمانيا الموحدة القادمة من عزلة ألمانيا الشرقية، قدمتا لعالمنا المفكك درساً في الشجاعة الأخلاقية.

 

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع      

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 وحكاية سيدتين  وحكاية سيدتين



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon