توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تأهيل الشعب السوداني

  مصر اليوم -

تأهيل الشعب السوداني

بقلم - سمير عطا الله

شعر كثيرون بانقباض، وهم يرون السيد عوض بن عوف يخاطب شعب السودان، جالساً على كرسي عمر البشير، اللمّاع، المجنَّح، والمبتذل الشكل. وكان عوف صريحاً مع الملايين المنتظرين في الخارج: عامان آخران من العسكر، وبرئاسته. وبعد ذلك انتقال السلطة. إلى مَن؟ من الآن إلى حينها، يكون ورثة البشير قد درسوا تماماً طريقته في وراثة نفسه.
لا أعتقد أنها سوف تمرّ! لم يستوعب عسكريو الخرطوم تماماً أحداث الأشهر الماضية: لا حالة الطوارئ، ولا منع التجول، ولا اتهامات الخيانة، ولا حرارة 42 مئوية في الظل. لا شيء حال دون نزول السودانيين إلى الساحات يطلبون الحكم المدني الذي يستحقون.
لم يكن هذا ما أرادوه، في الفقرة التالية لفقرة عزل المشير. التمديد عامين إضافيين للحكم الذي حوّل السودان إلى حقل تجارب في العلاقات العربية والدولية، وإلى مركز تنطلق منه العداوات في كل اتجاه. منذ عقدين والسودان في ظل رجل ممنوع من زيارة ثلاثة أرباع العالم.
أعلنت المرحلة الانتقالية في الجزائر لمدة 90 يوماً. وبلا طوارئ وبلا منع تجول. هل الجزائريون أكثر نضجاً وعملاً بالقانون؟ لا. إنما الجيش الجزائري أكثر معرفة بواقع الحال في البلاد. وبماذا يمكن أن يُقبل، وماذا لا يُقبل. وأن عين العالم أجمع مفتوحة على نتائج هذا الامتحان. وأن من الأفضل للجميع عدم قطع الخيط الذي يربط الناس بالنظام.
ربما يكون الحل في الخرطوم إعادة النظر في الخطة التي وضعها العسكر. فالأرجح أنهم تصرفوا تحت ضغط الساعة، وأن الأحداث داهمتهم. لكن الأكيد أنهم لا يريدون تكرار أنماط البشير الموجود في «مكان آمن» تحت «التحفظ». لا أحد يريد أن يكون الرجل في مكان غير آمن. ولا أحد يريد أن يرى رئيساً عربياً آخر ماثلاً أمام القضاة. فليسامح الله الجميع. لكن ليس مسموحاً معاملة الشعب السوداني على أنه في حاجة إلى تأهيل كي يعرف العيش في ظل القانون المدني مثل سائر شعوب الأرض.
قال السيد بن عوف في نهاية خطابه «نرجو أن تتحملونا قليلاً». هذه عادة سيئة. لماذا دائماً على الناس أن تتحمل؟ حكومة لبنان تطلب من الأهالي «الصبر على قرارات موجعة». ماذا أكثر وجعاً من انعدام الكهرباء والماء وفيضان الفقر والبطالة؟

 

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع        
 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تأهيل الشعب السوداني تأهيل الشعب السوداني



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon