توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

على الشجر والشرفات

  مصر اليوم -

على الشجر والشرفات

بقلم: سمير عطا الله

في العاميات العربية تقال في أشكال مختلفة تعبيراً عن غرض واحد. المصرية: مش ممكن. اللبنانية، بالطه والظه مغلظتين: مش ظابطه. بالكويتية: اشحقه؟. بالجزائرية والسودانية: مليون خلف مليون، على الشرفات وعلى الشجر وعلى مداخل وزارات الدفاع: آسفون، لا عسكر بعد اليوم. نصف قرن تجارب، يكفي. ثورات وإعدامات سياسية، وثكنات تحارب ثكنات، ودبابات منتصرة في الداخل ومحروقة الخراطيم على الحدود، وشعوب جائعة ومليارات في منزل المشير البشير، وأوسمة على الصدور بالكيلو من دون معركة واحدة، وشارل ديغول وآيزنهاور يربحون الحرب العالمية ولا يحرزون سوى نجمة واحدة، وملازم يقتحم عرش ليبيا ويزين صدره وقبعته وكتفيه بجميع منتجات الأوسمة والأشرطة، ويعين خيمته دولة، وفي السودان يأتي مشير ويعين عصاه مكان العلم، ويرفع رقيب أول في اليمن رتبته إلى مشير، ثم إلى رئيس أبدي، ولو أنه، على الأقل، كان ظريفاً وعارفاً بالناس.
نصف قرن ويزيد. عسكر ووعود. وهذه المرة نزل السودانيون والجزائريون إلى الشوارع ولن يصدقوا. ويعرفون أن السلاح الذي يحمله العساكر أغماد فارغة. ولن يستطيعوا إطلاق النار ولا السجون تتسع - على ضخامتها وعددها - لجميع الشعب. تأخر العسكر في كل شيء. كل شيء. في تأدية الواجب العسكري، وفي إعطاء الحقوق المدنية وفي قياس نبض الناس.
لذلك، لن يترك المدنيون هذه الفرصة أيضاً. وعدهم مشير اليمن بأنه لن يجدد ثم أغرق البلد بحرب من أجل حفنة من السنين. ووعدهم مشير السودان بأنه لن يطلب ولاية إضافية، ثم شاهدوه يؤدّي في وجوههم رقصة العصا. وتخيلوا كل شيء، إلا أنه حوّل منزله إلى مصرف مركزي يكفي ما جمع فيه لدعم الجنيه السوداني من الهبوط تحت الحضيض بألف حضيض.
لذلك، لم يعودوا إلى منازلهم حتى الآن. وهم يعرفون بالتأكيد أن بين ضباطهم من يستحق الثقة والتقدير، بل يعرفون أنه لم يعد في إمكان أحد أن يكرر تجربة الجنوب ودارفور والمحكمة الدولية وبن لادن وكارلوس وعرس العشرة آلاف مدعو، ولكن كم مرة يمكن أن يُلدغ المؤمن؟
لهذا تزداد أعدادهم، برغم إغلاق مداخل العاصمة، وما زالوا على الشرفات وفوق الشجر. وليس بمحض اختيارهم. فقد كانوا يتمنون لو أن جيوشهم تركت لهم دولة مدنية سليمة تعمل بالعدل والتقدم والترقي غير غارقة في البطالة والعوز، بينما يكدس المشير ملياراً من صنف اليورو وحده.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

على الشجر والشرفات على الشجر والشرفات



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon