توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

زيارة الملك سلمان لواشنطن… والتوازن الجديد

  مصر اليوم -

زيارة الملك سلمان لواشنطن… والتوازن الجديد

خيرالله خيرالله

الملك سلمان قال ما يجب قوله. رمى الكرة في الملعب الأميركي. وحده الوقت سيكشف مدى جدية واشنطن. الامتحان الأهم سيكون في سوريا.

ارتدَتْ زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز لواشنطن دي.سي والقمة التي عقدها مع الرئيس باراك أوباما أهمّية خاصة تتجاوز العلاقات بين البلدين.

هذا ليس عائدا إلى أهمية المواضيع التي كانت موضع بحث بين الزعيميْن فحسب، بل إلى قدرة المملكة العربية السعودية على التعاطي مع الدولة العظمى الوحيدة في العالم من موقع القوة العربية التي لديها وزن مؤثر على الصعيدين الإقليمي والدولي أيضا.

هذا الوزن لم يعد مرتبطا بالثروة النفطية للمملكة، بمقدار ما أنّ السعودية في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز بدأت تشغل الموقع الطبيعي لقوة إقليمية لديها رأيها في ما يدور في الشرق الأوسط والخليج. وهو رأي لم يعد في الإمكان تجاوزه.

جاءت الزيارة في وقت لم يعد في الإمكان تجاهل أنّ هناك إدارة مختلفة في واشنطن تتعاطى من بعيد مع أحداث الشرق الأوسط، وتعتقد أن التطبيع مع إيران هدف في حدّ ذاته، بل هو الإنجاز الوحيد الذي سينزل اسم باراك أوباما في كتب التاريخ، إضافة بالطبع إلى كونه أوّل رئيس أسود للولايات المتحدة الأميركية.


لم يكن ممكنا القيام بهذه النقلة النوعية في العلاقة التي عبّر عنها البيان المشترك الصادر عن المحادثات بين الملك سلمان وأوباما لولا وجود توازن جديد صنعته السياسة السعودية منذ أصبح سلمان بن عبدالعزيز ملكا خلفا للملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله.

لا يمكن تجاهل أنّ البحث في إيجاد هذا التوازن بدأ مع الدعم السعودي للثورة الشعبية في مصر التي أنهت حكم الإخوان المسلمين في الثلاثين من حزيران – يونيو 2013. لكنّ التوازن لم يتبلور إلا في الأشهر القليلة الماضية، في اليوم الذي انطلقت فيه الطائرة الأولى من الأراضي السعودية في إطار عملية “عاصفة الحزم” في اليمن.

عَكَسَ هذا التوازن الجديد ما ورد في البيان المشترك عن أنّ “الزعيميْن ناقشا شراكة إستراتيجية للقرن الحادي والعشرين، وكيفية تطوير العلاقة بشكل كبير بين البلدين. وقدّم صاحب السمو الملكي الأمير محمّد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وليّ وليّ العهد والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، إيجازا اشتمل على رؤى المملكة حيال العلاقة الإستراتيجية. وقد أصدر خادم الحرمين الشريفين وفخامة الرئيس توجهاتهما للمسؤولين في حكومتيهما بوضع الآلية المناسبة للمضيّ قدما في تنفيذها خلال الأشهر القادمة”.

يختزل هذا المقطع من البيان المشترك القسم الأكبر من الزيارة ومغزاها. هناك رغبة لدى الجانبين في قيام شراكة إستراتيجية بين بلديْن تعاونا في الماضي، وعملا معا في ما يخصّ قضايا تهمّ كلاّ منهما، بما في ذلك التعاون في العمق بمواجهة المدّ الشيوعي إبّان الحرب الباردة، وصولا إلى أفغانستان، والعمل على توفير حاجات الولايات المتحدة من النفط والغاز. كان ذلك في مرحلة امتدت ما يزيد على ستة عقود قامت على التفاهم الذي قام بين الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود والرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت.

تطرّق البيان المشترك أيضا إلى الاتفاق النووي بين إيران والمجتمع الدولي الممثل بمجموعة “5+1”. هناك صفحة جديدة فتحها هذا الاتفاق. لكنّ الواضح أن البيان المشترك أخذ في الاعتبار التحفظات العربية التي في أساسها “مواجهة نشاطات إيران الرامية إلى زعزعة الاستقرار”. هل أخذت إدارة أوباما علما، في نهاية المطاف بهذه النشاطات الإيرانية التي تستهدف الأمن العربي عموما، بما في ذلك الأمن السعودي والأمن البحريني والأمن الخليجي عموما، وأمن العراق وسوريا ولبنان، وصولا إلى اليمن؟

في كلّ الأحوال، وضع الملك سلمان إدارة أوباما أمام كلّ الامتحانات المطلوبة، وذلك من موقع قوّة وليس من موقع ضعف. فالتدخل العربي في اليمن في مواجهة المشروع التوسّعي الإيراني، وقبله في 2011 التدخل الخليجي في البحرين ومصر بمشاركة أردنية، كشف أنّ العرب ما زالوا موجودين على خارطة المنطقة. حسمت “عاصفة الحزم” الموقف، كلّيا ونهائيا، لمصلحة تأكيد الوجود العربي. كانت نقطة تحوّل على الصعيد الإقليمي وذلك بفضل الملك سلمان وفريق عمله وبفضل الدول الخليجية الداعمة التي اعتبرت أنّ مستقبل اليمن مسألة ذات طابع وجودي لكلّ دول المنطقة.

بعد زيارة العاهل السعودي لواشنطن ومحادثاته مع الرئيس أوباما، لم يعد مطروحا أن تكون هناك إملاءات على المملكة. المطروح حاليا أن تظهر الإدارة الأميركية على حقيقتها. هل هي جدّية أم لا، وذلك بعدما تبيّن أنّها تتعاطى مع قوّة عربية موجودة على الأرض. لدى هذه القوّة رأيها في كلّ ما يدور في الشرق الأوسط والخليج. لدى هذه القوة رأي في مواجهة نشاطات إيران، بغض النظر عن كلّ الكلام المعسول الذي يصدر عن طهران، وعن اعتبار الإدارة الأميركية أنّ الملف النووي الإيراني يختزل كل أزمات الشرق الأوسط.

بات هناك رأي سعودي واضح، ورد في البيان المشترك كرأي سعودي – أميركي، في شأن اليمن، حيث المطلوب تطبيق قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الرقم 2216 من دون لف أو دوران من إيران والحوثيين الذين يسمّون نفسهم “أنصار الله” والذين يدورون في فلكها.

هناك رأي سعودي واضح، صار أميركيا أيضا، يؤكد أن لا حل سياسيا في سوريا “من دون مغادرة بشار الأسد الذي فقد شرعية قيادة سوريا”.

هناك أيضا رأي واضح مشترك حيال لبنان، إذ “أكّد الزعيمان دعمهما القوي والمتواصل للبنان وسيادته وأمنه واستقراره، وللقوات المسلّحة اللبنانية في سعيها لتأمين لبنان وحدوده ومقاومة التهديدات المتطرّفة. كما أكّد الطرفان الأهمية القصوى لانتخاب البرلمان اللبناني العاجل للرئيس (رئيس الجمهورية) وفقا للدستور اللبناني”.

هناك نقاط أخرى كثيرة في البيان المشترك تتعلّق بتقوية العلاقات والتعاون العسكري والقضاء على الإرهاب ورأس حربته “داعش” والأمن والسلام لفلسطين ودعم العراق.

في ما يخص كلّ هذه النقاط، هناك توافق أميركي مع وجهة النظر السعودية. هل يعني ذلك أن إدارة أوباما تغيّرت؟

الأمر الوحيد الأكيد أن الملك سلمان قال ما يجب قوله. رمى الكرة في الملعب الأميركي. وحده الوقت سيكشف مدى جدّية واشنطن. الامتحان الأهمّ سيكون في سوريا. هل هناك بالفعل رغبة في التخلّص من بشّار الأسد الذي يمثّل الوجه الآخر لـ”داعش” والإرهاب الذي يمثّله؟ عند الامتحان، يُكرم المرء أو يهان.

بعد زيارة العاهل السعودي لواشنطن، سيتبيّن ما إذا كانت إدارة أوباما جدّية، بالفعل، في التزام البيانات التي توقّع عليها… أم أنّها مجرد بائعة أوهام. في كلّ الأحوال، قامت السعودية بما يتوجّب عليها القيام به. أكّدت أن العرب ليسوا نكرة في المنطقة، وأنّ لا حلول على حسابهم وأنّ الشرق الأوسط ليس الملفّ النووي الإيراني… بمقدار ما أنّ هذا الملفّ واجهة لمشروع توسّعي قائم على التخريب والتدمير وإثارة الغرائز المذهبية والاستثمار فيها.

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زيارة الملك سلمان لواشنطن… والتوازن الجديد زيارة الملك سلمان لواشنطن… والتوازن الجديد



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon