توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جولات السترات الصفراء

  مصر اليوم -

جولات السترات الصفراء

بقلم - عمرو الشوبكي

انتهت يوم السبت الماضى الجولة الثانية عشرة من احتجاجات السترات الصفراء، وسميت «جولة الجرحى»، وذلك فى أعقاب إصابة أحد المتظاهرين فى عينه فى الجولة السابقة، مخلفا اتهامات متبادلة بين المتظاهرين وأنصارهم، والمؤسسة الشرطية فى فرنسا.

وقد أصيب فى هذه الأحداث نحو ألف من أفراد الشرطة، إضافة لنحو 1700 محتج، وهو يعد أعلى رقم إصابات فى تاريخ الاحتجاجات فى فرنسا منذ ثورة الطلاب فى 68.

والحقيقة أن حصيلة هذه التظاهرات مزدوجة، فمن ناحية هى لازالت تعكس أزمة فى بنية النظام السياسى الفرنسى وطبيعة الديمقراطية التمثيلية، لأن هؤلاء المحتجين لم تستطع الأحزاب الكبرى ولا النقابات الراسخة ولا البرلمان المنتخب ديمقراطيا أن تستوعبهم داخل أطرها الشرعية والقانونية، وهى أزمة تتعلق بطبيعة النظام الرأسمالى العالمى، ومن ناحية أخرى، فإن طول مدة التظاهر وحوار ماكرون مع القادة المحليين والأحزاب والنقابات وتقديمه بعض التنازلات الاقتصادية للمحتجين جعل الدعم الكاسح الذى حصلت عليه السترات الصفراء من المجتمع (80%) يتراجع بصورة كبيرة، وبلغ عدد المتظاهرين يوم السبت الماضى 60 ألف متظاهر، بينهم 13 ألفا فى باريس.

كما ارتفعت شعبية ماكرون وزادت أربع نقاط فى الأسبوع الماضى واقتربت من 34%، فى حين رأى 54% من الفرنسيين ضرورة توقف المظاهرات، وأن 50% اقتنعوا بتوجهاته منذ خطابه الشهير فى شهر ديسمبر الماضى.

كما أن العنف الذى صاحب بعض احتجاجها جعل السلطات فى فرنسا تتخذ مجموعة من الإجراءات تمثل قيدا على حرية التظاهر (نسبيا) ويقبلها أغلب الناس، فقد رفض «مجلس الدولة»، يوم الجمعة الماضى، وقف استخدام الشرطة قاذفات الرصاص المطاطى للدفاع، بعد شكوى تقدمت بها نقابة «سى جى تى» العمالية (اليسارية) ورابطة حقوق الإنسان، وقال: «إن مخاطر العنف تجعل من الضرورى إتاحة الفرصة لقوى الأمن باللجوء إلى هذه الأسلحة، مع الاحترام الصارم لشروط الاستخدام».

كما صوت مجلس النواب على «مشروع قانون مكافحة الشغب»، والذى أعطى بنده الثانى الحق لمديرى الأمن (Préfecture) فى اتخاذ قرارات بحظر التظاهُر. ويتعلق الأمر بصلاحية مديرى الأمن (وليس القضاة كما فى القانون السابق) فى منع بعض المتظاهرين من المشاركة فى تظاهُرات (وهم من ثبت تورطهم فى العنف)، كما صوّت مجلس النواب على إنشاء «جُنحة إخفاء الوجه» فى التظاهرات.

لقد انتقلت السترات الصفراء من مصدر توافق وشبه إجماع من أغلب الشعب الفرنسى إلى لون ضمن ألوان الاحتجاج والسياسة فى فرنسا، صحيح أنها لازالت مؤثرة إلا أن العنف الذى صاحب حركتها وطول مدة الاحتجاج وعدم تقديمها لبديل جدى لبنية النظام الحاكم، إلا مطالب اقتصادية بعضها يستحيل أن يتحقق فى ظل النظام الرأسمالى الحالى، وبعضها يمكن تحقيقه عبر ضغوط سياسية متنوعة- جعلت تراجعها لا اختفاءها أمرا واضحا للعيان.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جولات السترات الصفراء جولات السترات الصفراء



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon