توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الطوارئ الوطنية

  مصر اليوم -

الطوارئ الوطنية

بقلم - عمرو الشوبكي

أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب حالة الطوارئ الوطنية من أجل بناء الجدار الذى يفصل بين أمريكا والمكسيك بتكلفة قد تصل إلى 8 مليارات دولار، واعتبر الرئيس أن البلاد تواجه خطر «غزو المهاجرين» وانتشار المخدرات، وهو ما دفعه إلى فرض حالة الطوارئ التى تعطيه صلاحيات استثنائية تسمح له بتدبير الأموال اللازمة لبناء الجدار دون موافقة الكونجرس.

وعرفت أمريكا إعلان حالة الطوارئ الوطنية أكثر من مرة ولكن ليس من أجل بناء جدار، إنما كانت فى المرة الأولى عام 1979 عقب اختطاف عدد من الدبلوماسيين الأمريكيين فى طهران وأخذهم كرهائن، فأعلن الرئيس الأمريكى «كارتر» حالة الطوارئ فى البلاد، والمرة الأخرى كانت عقب اعتداءات 11 سبتمبر فى عام 2001، التى خلّفت حوالى 3 آلاف قتيل.

ويقيناً لا يمكن المقارنة بين الأسباب التى أدت إلى إعلان حالة الطوارئ فى المرات السابقة وهذه المرة، سواء من حيث جدية الأخطار أو المبررات القانونية والسياسية وراء الإعلان، فبناء الجدار هو خيار سياسى بامتياز لترامب، ولا يعبر فى الحقيقة عن خطر حقيقى تتعرض له البلاد يستدعى فرض حالة الطوارئ.

أسباب ترامب لبناء الجدار محض سياسية وثقافية، فقد أعلن حالة الطوارئ فى مؤتمر دُعى إليه مَن تتم تسميتهم فى أمريكا «الأمهات الملائكة»، وهن الأمهات اللاتى فقدن أبناءهن نتيجة اعتداءات المهاجرين غير الشرعيين، وهى رسالة واضحة لا تخلو من دلالة سياسية لا علاقة لها بأى خطر يهدد أمريكا أو أمنها القومى.

لقد أخرج ترامب طوال معركته مع الديمقراطيين فى الكونجرس قدرة كبيرة على نشر ثقافة الخوف والكراهية والاستعلاء فى مواجهة أخرى لا تلغى الحدود لكنها لا تقبل بثقافة الكراهية والعزلة التى يروج لها.

المفارقة أن ترامب أعلن الطوارئ الوطنية لبناء سور لن يضبط الحدود أو يمنع الهجرة عبر المكسيك، كما أكد كثير من الخبراء، إنما هو مشروع متسق مع توجهات ترامب، ويُرضِى به ناخبيه الذين وعدهم ببناء سور يفصل بين بلاده الثرية والمكسيك الفقيرة، ويكون بمثابة حائط صد يحُول دون تدفق اللاجئين وطالبى الهجرة من الجنوب إلى الشمال.

مشروع ترامب يكرس العزلة والكراهية بين الدول والمناطق الثرية والمتقدمة والدول والمناطق الفقيرة النامية، ويقضى على فكرة التواصل التى عرفتها لسنوات طويلة الشعوب والدول المختلفة، معتمدة على قيم التنمية المتبادلة وحوار الحضارات وغيرها.

يتكامل ترامب مع السور الفاصل الذى بنته إسرائيل كآخر دولة احتلال فى العالم لتفصل بين الأراضى الفلسطينية والدولة العبرية، وتحاول أمريكا أن تبنى سوراً آخر حماية للأمريكيين فى مواجهة المهاجرين رغم أن أمريكا «أصلها» من المهاجرين.

إعلان الطوارئ استغلال سياسى من ترامب لصلاحياته، والمعركة الآن مع الأغلبية الديمقراطية فى الكونجرس نُقلت إلى ساحة القضاء، وهى فى كل الأحوال ستضعف ترامب ولن تقويه وستجعل فرص خسارته فى الانتخابات القادمة شبه مؤكدة.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع  

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطوارئ الوطنية الطوارئ الوطنية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon