توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

.. وبدأت الجزيرة

  مصر اليوم -

 وبدأت الجزيرة

بقلم: عمرو الشوبكي

أخطر ما يمكن أن تتعرض له تجربة الانتفاضات العربية هو أن تعجر الأحزاب والنخب السياسية عن تقديم بديل مؤسسى للنظام القائم، وتشعر الجماهير أن سلاحها الوحيد هو التظاهر فى الشارع وحصار مبنى القيادة العامة للجيش أو ركوب قطار عطبرة والتلويح بأعلام السودان والدفاع عن الثورة المستمرة فى الشوارع والميادين.
وطالما بدأت الجزيرة فى دعم التظاهرات والاحتجاجات السودانية، باعتبارها ورقتها الوحيدة وصوتها، فإن هذا يعنى أن الخطر أصبح حقيقيا أمام محاولات الشعب السودانى بناء دولة قانون وانتقال ديمقراطى.

فللأسف الشديد منذ التواصل الذى جرى بين المجلس العسكرى الانتقالى فى السودان وكل من مصر والإمارات والسعودية، والدعم المالى الذى قدمته الأخيرتان للسودان بدأ الاستقطاب الإقليمى ينعكس على الوضع فى السودان، وأصبحت الجزيرة صوتا محرضا على التظاهر فى الشوارع على اعتبار أن ذلك هو الطريق الوحيد لتحقيق انتقال السلطة للمدنيين.

وإذا كان مفهوما فى ظل حالة الاستقطاب الإقليمى البائسة أن يحاول الخط الذى تمثله الجزيرة أن يضغط على السلطة الانتقالية القائمة لأنه يعتبرها تمثل محورا آخر، إلا أن نتيجة هذا الضغط ستكون كارثية على الشعب السودانى الذى سيدفع الثمن وليس قطر ولا السعودية ولا الإمارات.

دفع الناس للضغط الشعبى والتظاهر اليومى، وحين يطلب من نخبهم وأحزابهم تقديم بديل، يقدمون 100 رؤية (كما ذكر رئيس المجلس العسكرى الفريق البرهان) وحين يتحاور تيار مع المجلس كما يفعل العالم كله، بما فيهم الأعداء وليس أبناء الوطن الواحد، يزايد عليهم تيار المزايدين ويخونونهم لأنهم أعلنوا عدم الحوار مع المجلس العسكرى.

الشارع ورقة ضغط فى كل بلاد العالم، وهو الذى أسقط البشير وغيره من الحكام المستبدين، ولكنه لا يكفى وحده طالما لا يوجد بديل سياسى للنظام القائم.

خطورة ما تلعب عليه الجزيرة أنها تحاول أن تضغط على السلطة التى صنفتها فى المحور الآخر، باللعب على ورقة الشارع، وهى فى نفس الوقت تعرف أن الضغط دون بديل للنظام القائم يعنى الفراغ الذى يفتح الطريق للفوضى أو العنف أو الاقتتال الأهلى الذى لا يوقفه إلا الحكم العسكرى.

وللأسف فإن معظم الردود على بناء البديل تناقش مسؤولية النظم القائمة عن ضعف الأحزاب والحياة السياسية وهو أمر لا خلاف عليه، وطالما اتفقنا على «توصيف الضعف» بصرف النظر عن أسبابه فإن البديل يكون على ضوء توازنات الواقع وليس شعارات الكتب الثورية ولا بريق الشارع ونبله.

فرص السودان (كما الجزائر) فى بناء نظام مدنى ديمقراطى ستكون بالتخلص فقط من عشرات الفاسدين والمجرمين من النظام القديم، لا إقصاء كل أركانه، كما يطالب الشارع والجزيرة، وضرورة القبول بجزء من هذا النظام يسمح بدمج القوى الجديدة، وهى أمور لكى تنجح تحتاج إلى تفاوض وحوار وبناء مؤسسات بديلة لا فقط ضغط الشارع.

وقد يهمك أيضًا:

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 وبدأت الجزيرة  وبدأت الجزيرة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon