توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تداول من داخل النظام

  مصر اليوم -

تداول من داخل النظام

بقلم - عمرو الشوبكي

هناك مرحلة تفصل بين النظم الفاشلة وغير الديمقراطية، وبين النظم المتقدمة والديمقراطية، وهى مرحلة تداول السلطة بين أجنحة داخل النظام القائم قد تؤدى إلى تداول للسلطة بين قوى داخل النظام وخارجه.

ولعلنا جميعاً نتابع الدور المتصاعد لكل من تركيا وإيران فى المنطقة، حتى أصبح بلد عربى مثل سوريا «كان يسمى قلب العروبة النابض» يحدَّد مستقبله فى «سوشى الروسية» على يد نظم ثلاثة تنتمى جميعها للتعددية المقيدة وعرفت تداولاً للسلطة من داخل النظام.

لقد عرفت تركيا فى بداية تحولها الديمقراطى فى 1946 تداولاً للسلطة اقتصر فقط على الأحزاب العلمانية، وهو ما أعطى لها قدرة كبيرة على تجديد نخبتها وتحقيق إنجازات اقتصادية وتأثير إقليمى.

وعقب وصول أردوجان للسلطة وبقائه فيها 16 عاماً، عرف النظام تنافساً سياسياً مقيداً لم يسفر عن تداول للسلطة، فحصل حزبه على ما يقرب من نصف نواب البرلمان، وفاز هو فى انتخابات الرئاسة بأغلبية 54% فى مواجهة منافس قوى حصل على 35%، كل ذلك أعطى للنظام التركى، رغم عدم ديمقراطيته وحملة الاعتقالات المشينة التى يرتكبها فى حق الصحفيين والمعارضين، حيوية كبيرة جعلته فى وضع اقتصادى وسياسى أفضل من جيرانه العرب.

أما النظام الإيرانى فهو بالقطع نظام غير ديمقراطى، إلا أنه يعرف تداولاً للسلطة على أرضية نظام ولاية الفقيه، هذا التداول بين أجنحة النظام «المحافظين والإصلاحيين»، ووجود رؤساء للجمهورية لمدتين غير قابلتين للتمديد، أعطى للنظام الإيرانى حيوية وتأثيراً فى المنطقة- «حتى لو رآه البعض سلبياً»- وصموداً فى وجه العقوبات الأمريكية القاسية.

وحتى روسيا، الدولة العظمى غير الديمقراطية، عرفت تداولاً للسلطة بين رئيس الجمهورية بوتين ورئيس وزرائه «مدفيديف»، كما فاز رئيسها بوتين فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة بأغلبية الثلثين، وهو نموذج للتنافس والتجديد بين أجنحة النظام الذى لا يعرف بعد تداولاً للسلطة.

يقيناً هناك أمثلة أخرى لنظم انتقلت من التعددية المقيدة ومن تداول السلطة على أرضية النظام إلى الديمقراطية والتعددية الكاملة.

والمؤكد أن فلسفة الدستور المصرى فى النص المتعلق بتحديد مدة الرئاسة بمدتين غير قابلتين للتمديد ترجع إلى هذه الفكرة، أى فتح باب التنافس على السلطة بين تيارات مختلفة داخل النظام تلتزم بالدولة الوطنية والنظام الجمهورى والدستور المدنى، ويضمنها الجيش.

وكان البعض، ومنهم كاتب هذه السطور، مع أن تكون مدة الرئاسة 5 سنوات «مثل فرنسا وتونس ونفس مدة البرلمان المصرى» قابلة للتمديد لفترة واحدة فقط.

والحقيقة أن أهمية هذه المادة فى دستور 2014 «قبل التعديل المقترح» أنها تنقل النظام المصرى نقلة تاريخية للأمام وتطوى صفحة النظام المغلق منذ إعلان الجمهورية فى يونيو 1953 نحو مرحلة تقبل بالمنافسة الشفافة والسلمية بين أجنحة وتيارات مدنية على أرضية النظام القائم، تؤسس لمرحلة الرئيس السابق بكل ما يعنيه ذلك من تجديد جذرى فى بنية النظام السياسى المصرى.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع 

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تداول من داخل النظام تداول من داخل النظام



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon