توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليسوا واحدًا

  مصر اليوم -

ليسوا واحدًا

بقلم: عمرو الشوبكي

من يضع كل زعماء الغرب والشرق فى سلة واحدة مخطئ ومتطرف، فالتنوع والتباين والتناقض ليس فقط فى التوجه السياسى، إنما أيضا فى المشاعر الإنسانية أمر مؤكد بين هؤلاء الزعماء والقادة.
وما جرى فى نيوزيلندا له أكثر من دلالة، فهى بلد غربى صغير، 75% من سكانه من أصل أوروبى، بينما يشكل «الماورى»، وهم السكان الأصليون، حوالى 15%، أما الباقى فمن أصول آسيوية مختلفة، ولا يتعدى عدد المسلمين النيوزيلنديين 1% من عدد السكان، أى حوالى 50 ألفا من أصل 5 ملايين نسمة.

رئيسة وزراء نيوزيلندا هى أصغر رئيسة وزراء فى العالم (37 عاما)، وتنتمى لحزب العمال اليسارى، وتحمل قيمًا مدنية تؤمن باحترام التنوع الثقافى وترفض أى أفكار تتعلق بتفوق العرق الأبيض واستعلائه، وهى أم ومنحازة أيضا لقضايا المرأة. رد فعل رئيسة وزراء نيوزيلندا «جاسيندا أردرن» على الجريمة الإرهابية البشعة التى سقط على أثرها 50 شهيدا مسلما فى بيت من بيوت الله هو رسالة شديدة الاحترام لكل قادة العالم، فهى ليست مسلمة، وربما يكون موقفها أقرب للحياد من قضايا الدين والإسلام، ولكنها انتفضت لقيم مدنية ترفض الكراهية والتعصب والإرهاب، وواجهت بشكل عملى مواقف كثيرٍ من القادة الغربيين الذين «شرعنوا» خطاب اليمين المتطرف.

ليس معتادًا فى بلد غربى، معظم مواطنيه أصولهم أوروبية، أن يرفع الأذان فى وسائل الإعلام، وأن ترتدى رئيسة الوزراء غطاءً للرأس مثلما يفعل المتدينون المسلمون، وأن تشارك ضحايا الجريمة البشعة حزنهم ومشاعرهم الإنسانية حين وقفت إلى جانبهم كأنها فرد منهم، فى مشهدٍ إنسانى غير متكرر حتى فى عالمنا العربى حين اعتاد كثير من زعمائه ألا يشاركوا شعوبهم الأحزان والمصائب ويبقون منعزلين فى أبراجهم المحصنة. (لن ينسى المصريون هذا التبلد فى التعامل مع حادث غرق العبارة السلام فى عام 1998 وموت ألف شخص فى عرض البحر).

قد يرى البعض أن نيوزيلندا بلد غربى صغير، وبالتالى ما قامت به رئيسة الوزراء من ردود فعل أخلاقية وسياسية لا يعبر عما هو متصاعد فى البلاد الغربية من تعصب وكراهية، والحقيقة أن القيم التى عبرت عنها رئيسة الوزراء هى قيم إنسانية عالمية موجودة فى الغرب والشرق، مع فارق أساسى أن هناك محاولات غربية دائما لحصار هذه الأفكار المتطرفة من خلال الديمقراطية ودولة القانون. تجاوزت رئيسة وزراء نيوزيلندا الصورة الذهنية التى يحملها البعض عن زعماء الغرب، وبدت أكثر احترامًا لمشاعر المسلمين أكثر من بعض العرب والمسلمين الذين أصابهم تبلد إنسانى وسياسى نادر.

فكما أن هناك متطرفا وإرهابيا كتب 74 صفحة عن «الإحلال الكبير» مليئة بالعنصرية والكراهية، وضرب أمثلة بالحروب الصليبية وأبدى إعجابه بكل رموز اليمين القومى المتطرف فى أوروبا، وخاصة ترامب، هناك أيضا من هو مثل رئيسة وزراء نيوزيلندا التى تبنت قيماً إنسانية نبيلة قبل أن تتعاطف مع المسلمين.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليسوا واحدًا ليسوا واحدًا



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon