توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

انتفاضة عكس السير

  مصر اليوم -

انتفاضة عكس السير

بقلم - عمرو الشوبكي

انتفاضة الشعب السودانى المستمرة منذ أكثر من شهر جاءت فى وقت سارت فيه معظم الثورات العربية فى طريق بناء نظم وأوضاع سياسية أسوأ مما كانت عليه قبل الثورات.

وإذا كان من الطبيعى أن ينتفض قطاع واسع من الشعب السودانى ضد نظام شاخ رئيسه فى الحكم 30 عاما، فقد بقى السؤال الكبير وهو ما مصير هذه الانتفاضة الشعبية العظيمة والسلمية والراقية فى ظل واقع عربى يقول معظم حكامه إن الثورات والانتفاضات كانت وبالاً على شعوبها وإن قطاعاً من الرأى العام يترحم على الأوضاع والنظم السابقة للثورات من مصر إلى ليبيا إلى اليمن، وحتى تجربة النجاح التونسية هناك تيار يرى أن الأوضاع فى عهد بن على كانت أفضل مما هى عليه الآن؟!

انتفاضة السودان تحمل رسائل وتحديات كبرى، فهى أولاً تعيد الاعتبار لـ«الطبيعى» أى من حق الشعوب أن تثور على حكامها إذا بقوا فى السلطة سنوات طويلة وفشلوا فى الاقتصاد كما فى السياسة، وفى نفس الوقت هى تثير التحدى الدائم، وهو أن الهدف ليس إسقاط النظام القائم إنما هو بناء نظام بديل.

والحقيقة أن معضلة السودان كبيرة ومركبة فهو بلد عانى من انقسامات عرقية أدت إلى انفصال جنوبه وهو يعانى من انقسامات مشابهة فى دارفور لا تزال تهدد وحدته، كما أنه يعانى من توظيف الدين فى السياسة، فالحكم هناك يدعى أنه إسلامى وتحالف مع الإخوان لفترة طويلة قبل أن يفض التحالف الرسمى بينهما ويبقى على عناصر إخوانية كثيرة داخل أروقة السلطة، وأنتج نموذجاً لا يدرس من الحكم الاستبدادى الذى وظف الدين للتنكيل بالخصوم والمعارضين وفى الفشل السياسى والاقتصادى.

ورغم أن الشعارات التى يرفعها الحكم فى السودان إخوانية وتتناقض مع شعارات نظم عربية كثيرة تدعمه إلا أن تيار إبقاء الأوضاع القائمة الذى يحكم معظم البلاد العربية دعم النظام السودانى فى مقابل تراجع تيار التغيير الذى بات قطاع منه غير متأكد من نتائج الانتفاضات الشعبية بعد أن اكتشف أن بعضها أنتج نظماً وأوضاعاً سياسية أسوأ من التى ثاروا عليها.

انتفاضة السودان يمكن أن تتلافى أخطاء وخطايا تجارب الفشل فى الثورات العربية وتحدد أولاً المسار البديل ببناء خط سير سياسى (وليس بالضرورة جبهة أو تنظيم أو أيديولوجية) قد يقبل باستمرار البشير فى السلطة وضمان عدم ترشحه مرة أخرى للرئاسة فى العام القادم، أو يتوافق على دعم أحد الوجوه شبه الإصلاحية من داخل النظام، خاصة فى ظل تداول أسماء من داخل المؤسسة العسكرية والأمنية، يمكن أن تمثل جسرا آمنا بين النظامين القديم والجديد وسيكون وصولها للسلطة بفضل انتفاضة شعبية وليس عبر ترتيبات الأجهزة والدولة العميقة.

انتفاضة السودان قريبة من أن تقدم نموذجا ناجحا بشرط أن تعرف أن معارك التغيير والإصلاح هى معارك بالنقاط وليست بالضربة القاضية.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتفاضة عكس السير انتفاضة عكس السير



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon