توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العدالة تسبق الحرية

  مصر اليوم -

العدالة تسبق الحرية

بقلم - فاروق جويدة

أحيانا يدور هذا السؤال فى رأسى: أيهما يسبق الآخر من حيث الأهمية فى حياة الإنسان الحرية أم العدالة.. واجد نفسى بلا تردد أقول إنها العدالة.. لأن الحرية فى غياب العدالة يمكن أن تكون أكذوبة كبرى.. إن للحرية أجنحة كثيرة انها الرأى والفكر والسلوك والأخلاق والقيم.. إنها تلك المساحة من التناقضات التى تغطى حياة الإنسان وإذا توافر الرأى والفكر فقد يتعارضان مع الأخلاق هناك مجتمعات كثيرة فرطت فى الأخلاق، من اجل الحريات وندمت على ذلك ندما شديدا.. وحين يختل سلوك الإنسان تحت بدعة الحرية فهو يتحول إلى إنسان يمارس الشطط وعدم المسئولية وهنا تصبح المسئولية، عبئا على حياة الناس حين يتحولون إلى كائنات تتصرف بلا حساب وتخطئ بلا ضوابط.. أما العدالة فهى أرقى سلوكيات البشر قد تسبقها الرحمة أحيانا، ولكن العدالة إحدى ضمانات الرحمة، والعدالة ليست فقط أن أعطى الناس حقوقهم ولكن أن تتساوى أقدار الناس حسب مواهبهم وقدراتهم فى الحياة.

إن العدالة أن أعطى كل صاحب حق حقه فى العمل وفى الرعاية وفى الفرص وأيضا فى التقدير، وإذا اختلت موازين العدالة يخسر الإنسان قيمته ويكون أول الضحايا وتخسر المجتمعات أهم ما يميزها لأن غياب العدالة يفقد الحياة جانبا من أهم جوانب التوازن فيها.. حين تختل العدالة يصبح المجتمع تحت رحمة الرياح تحمله هنا أوهناك ويصبح كالسفينة تلقيها الأمواج فى كل جانب.. وهنا يكون السؤال: لو وجد الإنسان نفسه أمام خيارين فأيهما يختار هل يختار مجتمعا عادلا أم يختار مجتمعا حراً.

والعدالة يمكن أن تكون طريقا للحرية ولكن العدالة لا تعرف شيئا اسمه الانفلات، أما الحرية إذا جنحت فيمكن أن تكون طريقا للانفلات فى السلوك والأخلاق خاصة إذا تحولت إلى غابة من التناقضات والصراعات.

ما أجمل أن تجتمع العدالة مع الحرية لأن هذا هو الإنسان الحقيقى كما خلقه الله ولأن هذا الحلم يستحيل أحيانا فعليك أن تختار بين الحرية والعدالة وأيهما يحقق لك الأمن والرخاء والكرامة.. فى الحرية أشياء تفسد ولكن لا فساد فى العدالة لأن الله سبحانه وتعالى حين اختار أسماءه اختار العدل لأنه أساس الملك.

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع   

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العدالة تسبق الحرية العدالة تسبق الحرية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon