توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدم الفلسطيني في المزاد العربي!

  مصر اليوم -

الدم الفلسطيني في المزاد العربي

علي ربيع

لا جديد، كاميرات العالم وآلته الإعلامية، تتقن فقط، التركيز على هلع تلك الفتاة الإسرائيلية، وصراخها خوفًا من صواريخ "حماس الإرهابية"، وكذلك العبارات التي تخرج من البيت الأبيض، سواء أكان قاطنه أشقر أو أسود، فمفادها دائمًا "من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها". قتل الفلسطينيين سيستمر، والعجز العربي هو العجز العربي، والذين يراهنون على جديد "الربيع العربي"، وعلى الدور المصري تحديدًا واهمون، والبكاء أو التباكي، أقصى موجود سيجود به العرب مجتمعين، إلى جانب التنديد والوعيد، والتوسل للتهدئة، مع ألعاب بطولية مكشوفة!! وفي النهاية والمحصلة، فلسطين وحيدة مجددًا!! فهل من أحد يجرؤ على التشكيك في ذلك؟. ماذا نتوقع من العالم، إذا كان العرب أنفسهم لا يملكون الجرأة على الفعل، وإن وجدت الجرأة الشعبية والغضب لدى الشارع، تتلقفه بلادة الأنظمة والحكومات العربية، التي تعرف سلفًا، أنها في أي امتحان إسرائيلي ستتوج بالفشل، والفشل الذريع، مهما حاولت أن تدبج الخطابات المنددة. الفلسطينيون وحدهم، من يملك حق الاختيار، والفلسطينيون وحدهم من سيقرر نوعية المواجهة أو المهادنة، مع نظام محتل، قاتل وجبان، ولا يملك أدنى درجات الفروسية في نزاله مع أعدائه المحاصرين والعزل. لكن أين هم الفلسطينيون؟ أين هي القيادة الموحدة؟ لنكن واقعيين ونعترف أن إسرائيل نجحت حتى الآن في تفكيك هوية الفلسطينيين، من خلال طُعم السلطة الذي قدمته لهم على مائدتين منفصلتين جغرافيًا، مما جعلهم ينكبون في التسابق على هذا الوهم أو الطُعم، وينسون مشروعهم في استرداد الأرض وإقامة الدولة، ولم شتاتهم من مشارق الأرض ومغاربها. فلسطين في طريقها للاندثار مسمىً وهويةً، ولست متأكدًا إن كنا سنسمع بعد عشر سنوات مقبلة، هذا الاسم أم لا؟ فالطعم الإسرائيلي المقدم باسم السلام، جاء مكتمل الأسباب والغايات، ليصنع مستقبلاً فلسطينيًا منقسمًا، تذوب فيه الهوية الواحدة، وتتشظى إلى هويتين، غزة، والضفة، والمؤشرات تبوح بأن هذه الطبخة في نهايتها ويعد لها الآن بعناية، لتقوم دويلة الحمساوية في غزة، ودويلة الفتحاوية في الضفة، ولن نستغرب إن اكتشفنا أن العرب ذاتهم، يشاركون في الطبخة، أو يعملون على إنضاجها. في خضم أحداث "الربيع العربي" الدامية، انبرى الأعراب يحرضون على الدم العربي، انتقامًا من الأنظمة الشقيقة، تحت يافطة إنسانية، وخطابات احتفت بالمقدس، فقدموا المال والإعلام والسلاح والسياسة، وأيًا كانت دوافعهم، ومدى واقعية الحجج التي تذرعوا بها، فهل لديهم الآن القدرة لحشد مماثل إزاء غارات إسرائيل التي تفتك بالفلسطينيين في غزة؟!  يبدو أن الدم الفلسطيني في المزاد العربي، يراوح في انخفاضه، فالجميع يسارع، إلى التهدئة، كالسعودية، أما من لا يريد التهدئة، كإيران وحلفائها، فليس حبًا لفلسطين ولا انتصارًا لها، ولكن لاستغلال الدم الفلسطيني ضمن معترك الأجندة الإقليمية، وبين هؤلاء وأولئك، القرار الفصل بيد الفلسطينيين وحدهم! إسرائيل آلة مدمرة ومتوحشة تملك غطاءً دوليًا غربيًا وأميركيًا، يقيها شر المساءلة، ويجب أن نتساءل: هل نحن مستعدون للمواجهة؟، وهل شعار" فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدا" لا يزال حاضرًا ضمن أجندة فصائل المقاومة في غزة، وعلى رأسها "حماس"، أم ذلك ماض ولى؟!! بالفعل "مصداقية الربيع العربي على المحك"، وإسرائيل توجه اختبارًا صعبًا للغاية لتتحسس هذا القادم الغريب المحيط بها لتتأكد من هويته، وتدرس ردود فعله، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، يبحث قادتها عن دعاية انتخابية مجانية عبر إراقة مزيد من الدم الفلسطيني، مع أخذهم كل الاحتمالات محمل الجد.  عربيًا وإسلاميًا، ومنذ عقود لم يعد أحد ينظر إلى فلسطين إلا باعتبارها يافطة دعائية كبيرة، لهذا لا تركيا ولا إيران ولا مصر ولا الخليج، ولا كلها معًا يمكن أن تقدم اليوم على أي فعل غير متوقع، ما يعني أن يكف المصفقون لحماس عن تصفيقهم إذا كانوا سيقفون موقف المتفرج، أما بطولات الكلام والاحتجاج والإدانة والعنتريات الهوائية، فلن تؤدي سوى إلى تأليب إسرائيل لقتل المزيد من الفلسطينيين!!

GMT 21:23 2019 السبت ,08 حزيران / يونيو

الثانوية الكابوسية.. الموت قلقا

GMT 19:57 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

نهوض سوريا تهديد لإسرائيل

GMT 19:55 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

تسارع استعادة السيطرة السورية على شرق الفرات ؟

GMT 19:52 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

سورية والعائدون إليها

GMT 19:50 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

لبنان عكس الطائف بين ثلاثة مفاهيم خطيرة... وتشوّهين

GMT 22:32 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

الحوثيين... ذلك الإعصار المدمر

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدم الفلسطيني في المزاد العربي الدم الفلسطيني في المزاد العربي



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon