توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وتبقى علمانية الإسلام هي الحل!

  مصر اليوم -

وتبقى علمانية الإسلام هي الحل

القاهرة - صلاح النادي

ننظر دائمًا إلى الدول الأوروبية المتقدمة بشيء من الانبهار بسبب ماوصلوا إليه من تطور كبير في كل المجالات، دون أن نبحث جديًا عن السر الحقيقي الذي أوصلهم إلى هذا التقدم الهائل في كل الأصعدة، والسر الحقيقي يكمن في الفصل بين السياسة والدين في طريقة الحكم، فبعدما كانت تُسيطر على تلك الدول قديمًا ظلمات العصور الوسطى، بسبب التحكم الصارخ لرجال الدين في السياسة والذي أثبت فشله فيما بعد، حيث زادت مستويات الجهل، وتفشّت الأمراض، وتوطنت الأوبئة بين المواطنين حيث كان يُحرّم رجال الدين على المرضى الحصول على الدواء من أجل الشفاء، على اعتبار أن المرض من عند الله ولا يجب عليهم أن يطلبوا العلاج، وتوجد أمثلة عديدة من هذا القبيل الذي يطول سرده، الأمر الذي جعلهم يحتكمون إلى العلمانية كبديل للمعاناة التي كانوا يعانونها جراء تزايد سطوة رجال الدين في الحكم.

ورغم ماتعرضت له تلك الدول في العصور الوسطى من تدهور على جميع المستويات والأصعدة، إلا أنه مع الاحتكام إلى العلمانية تم الحفاظ على حقوق المتدينين في ممارسة شعائرهم العقائدية بحرية وسلام، وذلك شريطة عدم استخدام الدين في أغراض أو مطامع سياسية واهية، فالمواطنون في الدول العلمانية متساوون في الحقوق والوجبات، الأمر الذي جعلهم يتقبّلون سُنّة الاختلاف بين بعضهم البعض، مما أثرى مبدأ التعايش في نفوسهم.

فالعلمانية ليست لإقصاء الدين عن الحياة العامة كما يزعم بعض الأصوليين، لأنها ببساطة لا تتعارض مع الأديان والمعتقدات السليمة للشعوب، فهي تجمع كل الفئات باختلاف أديانهم وأصولهم، وتضع الدين في موضعه ومكانه المقدس الصحيح المخول للعبادة، بعيدًا عن الاستغلال السياسي العقيم للدين، وذلك للحفاظ على المعتقدات الدينية من العبث بها في مستنقع السياسة، لأن الدين يتصف بالنقاء، على عكس السياسة التي تبحث دائمًا عن المصلحة دون التقيد بأي شيء أخلاقي، وهذا لا يعني أيضًا أن يتم ترك الدين بالكلية ويتم فصله عن النظام القانوني للدولة، فأنا لا أعني ذلك أبدًا، لأن العلمانية تُتيح للمواطنين المتدينين أن يتم تطبيق الأمور التي تتعلق بأحوالهم الشخصية داخل معتقدهم الديني كالميراث والزواج وغيره من الأمور الدينية الأخرى التي تمس صُلب العقيدة.

فعلى من يُنادي بتطبيق الشريعة في السياسة، عليه أن يعي جيدًا، أنه بذلك يضر بالشريعة ضررًا كبيرًا، لأنه في حالة حدوث أي خطأ ممن يطبق الشريعة سيُصبح الدين في محط الخطأ، والدليل على ذلك تنظيم "داعش" الإرهابي الذي ساهم بشكل كبير في تشويه الإسلام، لأنه كان يدعي كذبًا أنه يحكم باسم الدين، الأمر الذي جعل العالم الغربي يتشكك أكثر في الإسلام، ورغم أننا كمسلمين نعلم يقينًا أن الإسلام بريء من ممارسات "داعش" الإرهابية، إلا أننا لم نستطع حتى الآن إيصال الصورة الحقيقة للإسلام الذي يدعو إلى احترام الأخر، بسبب نجاح المتطرفين مع الأسف في إظهار صورة غير حقيقة للإسلام على أنه دين دموي وانتقامي، الأمر الذي يجعلني أكاد أجزم أنه توجد مؤامرة حقيقية على الإسلام لتشويهه، وتعتمد تلك المؤامرة على زيادة نبرة التعصب والتطرف لدى قلة من المسلمين المرضى، وإحياء أفكار أحادية بعيدة كل البعد عن الإنسانية وإلصاقها بالإسلام.

لذا يتوجب على العقلاء من دعاة تطبيق الشريعة أن يسعوا إلى عدم إقحام الدين في السياسة وليس العكس، حفاظًا على الشريعة التي يطالبون بتطبيقها، فرسول الإسلام الكريم قال للمسلمين في حديث شريف "أنتم أعلم بشؤون دنياكم"، وهذا الحديث يؤكد للجميع أن دولة الإسلام الأولى لم تكن دينية أبدًا، بل كانت "علمانية" بالمفهوم العصري الشامل لطريقة حكم الدولة في الوقت الراهن، لأنها فرقت بين الأمور التي تتعلق بشؤون الحياة العامة وشؤون العقيدة التي يعتنقها الناس، ولهذا نجحت الدولة في احتواء الاختلاف الذي كان سائدًا في عصر صدر الإسلام، حيث كانت دولة الرسول الأولى مكونة من المسلمين والكفار واليهود والمسيحيين، ومع ذلك تعايشوا مع بعضهم البعض رغم اختلاف عقائدهم، في جو يسوده العدل، فتعقلوا يرحمكم الله !   

GMT 09:24 2017 السبت ,11 شباط / فبراير

"ترامب" قلب الأسد!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وتبقى علمانية الإسلام هي الحل وتبقى علمانية الإسلام هي الحل



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon