رواية أدمانتيوس الألماسي

 "أدمانتيوس الألماسي"، هو عنوان رواية جديدة للكاتبة الكبيرة سلوى بكر صدرت أخيرا ضمن سلسلة "روائع الأدب العربي" التي تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة؛ في 232 صفحة.

تعود سلوى بكر في هذه الرواية إلى التاريخ من خلال واحد من جماعة "إخوان الصفاء وخلان الوفاء" عاش في القرن العاشر الميلادي يقرر انكار ذاته ليسرد قصة يقول إن ساردها الأصلي هو يوحنا النحوي وبطلها هو "أوريجانوس بن ليونيدس الشهيد"، ومكانها الإسكندرية في زمن اضطهاد الرومان لأتباع الديانة المسيحية في بدايات القرن الميلادي الثالث.

وهنا؛ كما في أعمال روائية أخرى لسلوى بكر نلاحظ أن تلك العودة إلى التاريخ ليست مجانية، فهي تسقط على الحاضر، "إذ غابت الحكمة وتوارى العقل، وبات الجميع يتخبط ويضيع، في متاهات العتمة، وغمامات الدياجير، على رغم مرور كل هذه الحقب من التفلسف والجدل والكلام، فالزمان الآن إنما هو زمان أنصاف العارفين، وأشباه المتفلسفين، وغلاة الدينيين المتشددين"، بحسب استهلال السارد الذي يصف زمنه وكأنه يصف زمننا.

ويلاحظ أن سلوى بكر قدمت لهذه الرواية بكلمة تحت عنوان "عن الكتابة وإبداعها"، بدأتها بالسؤال التالي: من أين تسطع شمس الكتابة وتتشكل أزمنة بدئها؟، ثم تقرر أن الكتابة هي رغبة في وجود مغاير لوجود سالف، فمنذ لحظة الميلاد، يتم تسكين الكائن في معنى، معان، عبر إجابات جاهزة تحدد وجوده وتؤطره، حيث يتعذر الفكاك الزمني والمكاني.

وتختم سلوي بكر تلك الكلمة الافتتاحية بقولها: "الكتابة إغناء، والممتحن بها هو في مقام المستغني، الواقف على عتبات السمو والارتفاع، عبر إزاحة العالم بعيدا، والسباحة في محيطات الخيال.

ومن جو الرواية: "وفقا لمراسيم الاضطهاد الصادرة في روما ضد أتباع الديانة الجديدة ، فلقد حكم على المسيحي الطيب ، المعلم ليونيدس بن يوسابيوس بالإعدام بعد أسبوع واحد من اعتقاله وتعذيبه حتى يرتد عما آمن به ويعود إلى عبادة الإله سيرابيس، ويقدم له الأضاحي والبخور".

قد يهمك أيضاً :

صدرو "البحر في التراث الشعبي الإماراتي" لـفهد علي المعمري

"عروبة فلسطين والقدس" محاولة جادة لغرس القضية في عقول أطفال الأمة