لندن ـ كاتيا حداد
تلمع حفرة مافاتي البركانية الرائعة في ضوء الشمس الذهبي في الصباح الباكر، بينما لا تزال شقيقتها سالازي في الشرق مغطاة بطبقة رقيقة من السحب، وتختبئ كيلاوس خلف جدار آخر من الصخور مترامية الأطراف إلى الأمام، وتعد تلك الأحواض المتحدرة الخضراء قلب جزيرة ريونيون؛ وهي القاعدة الأمامية لفرنسا في المحيط الهندي.المتنزهون يحدقون في حفرة مالفاتي البركانية من قمة بيتون ديلافورنيز بريونيون، لا عجب أن تلك الجزيرة قد أصبحت قِبلةً لمدمني الأدرينالين؛ حيث أنك ستجد هناك التجديف والنزهات الجبلية والقفز الحر والقفز بالمظلات وركوب الدراجات الجبلية وأيًا ما تحتاجه. وفي الاتجاه إلى الشرق تتغير ألوان الأرض تدريجيًا ويتبدل الأخضر بالبني وقليلًا من الأحمر، ويظهر أحد أكثر البراكين نشاطًا في العالم؛ وهو بركان "بيتون ديلافورنيز" والذي يبدو اسمه غاليًا ويعني "قمة الفرن"، وكان آخر نشاط له في عام 2010، وتعلق بفوهة البركان بعض السحب الصغيرة، ولكن هذا المنظر ليس دربًا من الخيال، كما أن السكان المحليون يطلقون على بيتون ديلافورنيز "بركانًا ودودًا" تبعد جزيرة ريونيون عن موريشيوس بنصف ساعة باستخدام الطائرة، وهي تقع في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية؛ وقد ظلت لفترة قصيرة تحت الحكم البريطاني إلا أنها كانت تنتمي لفرنسا منذ منتصف القرن السابع عشر، وتعد الحماية هي سبب كون نسبة خمسة وثمانين في المائة تقريبًا من زوار الجزيرة فرنسيين، كما أن عدم وجود رحلات مباشرة إليها من المملكة المتحدة يعني أنها ليست معروفة للسياح البريطانيين مثل الجزر المجاورة لها في المنطقة. ولكن ريونيون لا تعتمد على السياحة حيث تتلقى إعاناتٍ من باريس؛ وهي تدعم كذلك البنية التحتية، مما يعني وجود مستشفيات جيدة ومطارات حديثة، كما أن الطرق ممتازة. يمكنك تسلق الطريق المتعرج إلى قمة "ليميدو" –على ارتفاع 234,7قدمًا- لمشاهدة مافاتي، ولكن للأسف لا يمكن الوصول إلى الحفرة البركانية سوى سيرًا على الأقدام، ولن تتفاجأ كثيرًا من أن الكثير من أجزاء الجزيرة قد اعبترتها اليونسكو من مواقع التراث العالمي في عام 2010. ثم يمكنك التوجه إلى شاطيء بحيرة ارميتاج، حيث يتمتع الساحل الغربي للجزيرة بوجود خمسة وعشرين كيلومترًا من الشواطئ، ولكن الشاطئ ليس مثاليًا أيضًا مثل شواطئ الجزر المجاورة؛ ففي موريشيوس على سبيل المثال يمتلئ الساحل بأشجار النخيل والرمال البيضاء وبحر ذو لون فيروزي يمتزج مع الأزرق. في حين أنه لا يوجد في جزيرة ريونيون سوى القليل من المنتجعات وفندق واحد ذو خمسة نجوم، ولكن المناظر الطبيعية في الجزيرة أكثر أهمية، ولذا عليك زيارة البركان والتسلق إلى قاعدة القمة على ارتفاع حوالي 800,7قدمًا، وهي تقع داخل حفرة بركانية أخرى، وبرغم الخطر الواضح إلا أن السكان المحليين يتطلعون إلى أية انفجارات حيث تحمي الحفرة البركانية بقية الجزيرة عن طريق توجيه أية حمم بركانية إلى البحر. تقدم المطاعم طبقًا تقليديًا من النقانق المطهية بصلصة الطماطم الحارة؛ وهو طبق "نقانق روجيل"، والكاري المثير، وجعة "دودو"، أما وجبة الإفطار فهي الوجبة الفرنسية التقليدية التي تتكون من القهوة والكرواسون، والطعام على هذه الجزيرة إحدى الطرق التي توضح تنوع التأثيرات التي وقعت عليها النابعة من موقعها على ما كانت أشهر طرق التجارة قبل افتتاح قناة السويس. يُعد اسم ريونيون (الذي يعني اللقاء) اسمًا على مسمى لمكانٍ يعكس التقاء العديد من الثقافات المختلفة؛ الكريولية والإفريقية والملغاشية والهندية والصينية والأوروبية، ولكنك لن تجد الكثير من البريطانيين على الجزيرة؛ فلن تسمع شخصًا واحدًا يتحدث الإنكليزية على الإطلاق. يمكنك التمتع بزيارة حقول الحمم البركانية والغابات المطيرة، ثم التجول في السوق في بلدة سان بول المليئة بالألوان والروائح والمنتجات المحلية مثل الفانيليا والفواكه الاستوائية والرم والنبيذ والسكر والتوابل والخضروات الخضراء، ولكن الجزيرة بشكل عام مكلفة أكثر من فرنسا، لذا عليك زيارة تلك الأماكن إذا كانت الميزانية تكفي. و"الحوض الكبير" مكان رائع ولكن لا يمكن الوصول إليه سوى سيرًا على الأقدام أيضًا، وهو يتشكل من احتشاد ثلاثة أنهار، وهناك شلال مياه قريب يمكنك السباحة فيه، يُعرف الحوض الكبير بـ"الوادي الضائع" لأنه من المفترض أن الأشخاص الذين يذهبون إلى هناك لا يعودون مرة أخرى على الإطلاق، ليس لأنهم لا يستطيعون العودة ولكن لأنهم لا يرغبون في ذلك لأن الوادي جميل للغاية. معلومات حول السفر: تستطيع شركة رينبو للجولات السياحية (www.rainbowtours.co.uk) تنظيم عطلة لثمانية ليالٍ تجمع بين ليلتين في فندق ماريتيم في ماريشيوس وستة ليالٍ في فندق ذو أربعة نجوم في ريونيون، مقابل 1995جنيهًا استرلينيًا للفرد، السعر لفردين، ويتضمن إقامة شاملة الإفطار، وإيجار سيارة لستة أيام بالإضافة إلى الرحلات. تشغل خطوط ماريشيوس الجوية (www.airmauritius.com) رحلاتٍ يوميًا من هيثرو بلندن إلى ريونيون عن طريق ماريشيوس.