اكد الجيش السوداني الاربعاء شن غارة جوية قرب سماحة وهي منطقة حدودية مع جنوب السودان حيث اقام متمردون من دارفور معسكرا لهم. وقال المتحدث باسم الجيش الصوارمي خالد سعد في بيان "هاجمنا الرقيبات الواقعة على بعد 40 كلم شمال الحدود الدولية مع جنوب السودان و10 كلم شمال سماحة"، متهما المتمردين بالاستفادة من "دعم كبير" من جانب جنوب السودان. واعلنت جوبا من جهتها ان جارها الشمالي قصف سوقا على اراضيه، من دون توضيح اسم المنطقة بالتحديد. وقال المتحدث باسم جيش جنوب السودان كيلا كويث ان طائرة انطونوف "قصفت منطقة اقام فيها اناس سوقا"، من دون اعطاء المزيد من التفاصيل. واضاف ان "هذا المكان يعود لنا (...)، قصفوا اناسا بعد اتفاق التعاون"، في اشارة الى اتفاقات امنية وقعتها الخرطوم وجوبا في ايلول/سبتمبر. وكان المتحدث باسم حركة العدل والمساواة (مجموعة متمردة في دارفور) جبريل ادم اعلن لوكالة فرانس برس عبر الهاتف من لندن "امس وامس الاول كان هناك قصف مكثف بطائرات الانطونوف حول سماحة". واضاف ان "القصف تم في مناطق المدنيين ولم يستهدف موقع قواتنا". والاثنين، هدد الجيش السوداني باستخدام القوة ضد المتمردين في حركة العدل والمساواة الذين اقاموا معسكرا في سماحة. وكان متحدث باسم حركة العدل والمساواة التي تنتمي الى الجبهة الثورية السودانية اكد اقامة معسكر "شمال الحدود"، دون المزيد من التفاصيل. والجبهة الثورية السودانية تحالف من حركات تمرد عدة تنتمي الى مختلف ولايات السودان، اكدت ان هدفها الاطاحة بنظام الخرطوم الذي يهيمن عليه العرب. وسماحة واحدة من المناطق الخمس المختلف على تبعيتها بين السودان وجنوب السودان. وتعتبرها الخرطوم جزءا من ولاية دارفور (غرب السودان). من جهة اخرى اعلن الناطق باسم جيش جنوب السودان فيليب اغوير الاربعاء مقتل 19 متمردا جنوبيا على الاقل في هجوم شنه جيش جنوب السودان على قاعدة متمردين في ولاية جونقلي (شرق جنوب السودان). وشنت قوات جنوب السودان الاثنين هجوما على قاعدة المتمردين بقيادة ديفيد ياو ياو الذي يقاتل سلطات جوبا بجونقلي، اكبر ولاية في البلاد. ويقدر مركز الابحاث المستقل سمول ارمز سورفي عديد رجاله بما بين خمسين الى 300 لكنه يعتبره قادرا على تجنيد ثلاثة الاف رجل بين شبان اتنية المورلي في منطقة بيبور التي تعتبر معقله. وقال اغوير انه "عثر على 15 جثة في ساحة المعركة، وعلى اربع جثث لاحقا" مؤكدا "فقدنا رجلا في المعركة وجرح اربعة اخرون". وقد اشهر ديفيد ياو ياو الذي كان استاذا في اللاهوت وموظفا، السلاح في وجه جوبا بعد ان خسر انتخابات محلية في جونقلي في نيسان/ابريل 2010 امام مرشح حركة تحرير شعوب جنوب السودان، حركة التمرد في جنوب السودان سابقا التي قاتلت الخرطوم خلال الحرب الاهلية واصبحت تحكم البلاد في جوبا. ووافق ياو ياو الذي ينتمي الى اتنية المورلي، على عفو في حزيران/يونيو 2011 قبل شهر من اعلان جنوب السودان استقلاله رسميا لكنه عاد الى التمرد في نيسان/ابريل الماضي. ونددت منظمتا هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية مؤخرا بانتهاكات حقوق الانسان -- لاسيما جرائم قتل وتعذيب واغتصاب -- ارتكبت خلال قمع انصار مفترضين لمتمردين جونغلي، احد اكبر ساحات القتال في الحرب الاهلية بين حركة تمرد جنوب السودان، وجيش الخرطوم بين 1983 و2005. واتهمت اتنية المورلي بانها حاربت المتردين الجنوبيين في ميليشيات موالية للخرطوم.