شركتي شركة ديليفري هيرو وشركة جلوفو العاملتين

ألزم جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية في مصر، كلا من شركتي شركة ديليفري هيرو وشركة جلوفو العاملتين في مجال توصيل الطعام داخل مصر؛ بإيقاف العمل فورًا بالاتفاقات المبرمة بينهما، وإعادة الوضع كما كان عليه قبل إبرام تلك الاتفاقات، برجوع "جلوفو" للعمل في السوق المصري، وعدم قيام الشركة بأي عمل من أعمال التصفية.

وقال الجهاز في بيان له، إن الشركتين تلتزمان بالتواصل مع الجهاز والتبليغ عن الإجراءات المتخذة من جانبهما لتنفيذ قرارات مجلس الإدارة في مدة أقصاها 30 يوما من تاريخ الإخطار.

وذكر الجهاز أن التحريات أثبتت قيام كل من "ديليفري هيرو" و" جلوفو" بممارسات من شأنها مخالفة المادة 6 من قانون حماية المنافسة، حيث اتفقت الشركتان على تقسيم الأسواق على النحو الذي يضمن عدم منافسة "جلوفو" للعلامات التجارية المملوكة لشركة ديليفري هيرو في مصر، وهي الممارسات التي أدت إلى تقييد المنافسة في سوق خدمات التوصيل من خلال التطبيقات عبر الإنترنت.

البداية كانت على إثر خروج شركة جلوفو المفاجئ من السوق المصري في 30 أبريل 2019، وما أُثير عن وجود شبهة مخالفة لقانون حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية، حيث بادر الجهاز بإجراءات عمليات التقصي وجمع الاستدلالات بشأن خروج الشركة من السوق المصري، وتبين من خلال البحث والتحري، وجود اتفاقات أفقية بين شركة ديليفري هيرو وشركة جلوفو، والتي من شأنها الحد من المنافسة، حيث كانت هذه الاتفاقات السبب الرئيسي وراء خروج شركة جلوفو من السوق المصري.

تبين أنه في عام 2018، قامت شركة ديليفري هيرو بالاستحواذ على 16% من أسهم شركة جلوفو، مما أدى إلى اكتساب الشركة بعضًا من الحقوق، حيث أتاحت لها فرصة الحصول على المعلومات السرية والاستراتيجية المتعلقة بمنافسها الأقوى في السوق المصري، هذا بالإضافة إلى أن هذه الحقوق فتحت الباب أمام الشركة للتمكن من التأثير على بعض القرارات الاستراتيجية لشركة جلوفو المتعلقة بالسوق المصري.

وأدت تلك الممارسات إلى خروج شركة جلوفو من السوق المصري، مما يمكن أن يساهم في خسارة عدد كبير من الوظائف التي وفرتها الشركة لقطاعات كبيرة داخل المجتمع، كما أن شركة جلوفو كانت تقدم خدمة مبتكرة في مجال التوصيل من خلال التطبيقات عبر الإنترنت، وقد حققت الشركة نجاحًا ملحوظًا في السوق المصري في فترة وجيزة، واكتسبت حصة سوقية كبيرة كانت ستتيح لها فرصة التوسع في السوق المصري، وتطبيق المزيد من الخدمات المبتكرة التي تقدمها الشركة في الأسواق العالمية الأخرى. 

وبما أن شركة جلوفو هي أكبر المنافسين للعلامات التجارية المملوكة لشركة ديليفري هيرو في السوق المصري، فيعتبر خروج الشركة تقييدا للمنافسة التي تصب في مصلحة مستخدمي الخدمة وتحجيم لفرص الاختيار المتاحة أمامهم، هذا بالإضافة إلى أن خروج شركة جلوفو من السوق المصري سوف يعزز من وضع شركة ديليفري هيرو في السوق المصري، وقد يؤدي التركيز الكبير للقوة السوقية إلى ممارسات تحد من المنافسة وتؤثر سلبًا على جميع الأطراف المشاركة في السوق المعني، سواء مستخدمي خدمات التوصيل، أو السائقين والمطاعم. 

وتعد هذه من أبرز الحالات التي تؤكد على دور سياسة حماية المنافسة في حماية الاستثمار الأجنبي من الخروج نتيجة ممارسات احتكارية تسعى لإغلاق السوق وإضعاف فرص الاستثمار فيه، وهي ركيزة من ركائز دعم الاستثمار الأجنبي وحمايته. 
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ  
"فيسبوك" يتيح توصيل الطعام وشراء تذاكر للسينما عبر شبكته
"جنايات كفر الشيخ" المصرية تصدر حُكمًا بإعدام "الديليفري المُزيف"