رهن حزب "المؤتمر الشعبي" المعارض في السودان نجاح المبادرة الإقليمية الهادفة إلى لمّ الشمل وحل الخلافات بينه وبين حزب "المؤتمر الوطني" الحاكم، بمخاطبة القضايا الخلافية الحقيقية بين الحزبين. وكان عضو المكتب السياسى في الحزب الحاكم الدكتور نزار خالد محجوب قال، "إن كلا من مصر وتونس وليبيا تقود مبادرة إقليمية عربية إسلامية، تهدف إلى لم الشمل وحل الخلافات بين الحزبين، بعد أن شهدت المراحل السابقة تقاربًا فكريًا وسياسيًا بينهما". وأضاف القيادى في حزب "المؤتمر الشعبي" الدكتور أبو بكر عبد الرازق في تصريح إلى مركز السودان للخدمات الصحافية، مساء الخميس، أن حزبه سيقوم بدراسة المبادرة عندما تأتيه بصورة رسمية، وسيرد عليها فى الوقت المناسب، مؤكدًا أن قيادات البلاد تؤمن هي وحزبها أن المشروع الإسلامي هو مشروع للحرية كما هو مشروع للعدالة والمساواة. ومن جانبه، اعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة الخرطوم والمحلل السياسي الدكتور صفوت صبحي فانوس، أن إطلاق مبادرات إسلامية أو سياسية بين حزبي المؤتمر الوطني والشعبي، هو بداية الوفاق الوطني والتلاقي مرة أخرى، لافتًا إلى أن جهات كثيرة سعت من قبل لإيجاد مبادرات كالتي قامت بها قطر واليمن، إلا أنها لم تلق النجاح، بسبب المواقف المتباعدة بين الحزبين. وأضاف قائلاً: "الخلاف الذي حدث بين الطرفين إبان المفاصلة الشهيرة ليست في المسائل الفكرية والإسلامية بل هو خلاف على السلطة والحكم"، مضيفًا أن كل طرف يرى أنه الأجدر بقيادة السودان، إلى جانب تمسك كل طرف بمبادئه وأساليبه السياسية والإستراتيجية. وقال فانوس، "إن قيام حوار فكري في ظل هذا الصراع يتطلب بذل المزيد من التقارب والأفكار السياسية والإسلامية، فضلاً عن إدخال إصلاحات مشتركة على الوضع الاقتصادى، حتى تتمكن الأطراف من التعاطي مع كل المبادرات الداخلية والخارجية، التي يمكن أن تقوم بها جهات خارجية مثل مصر وتونس وغيرها من الدول ذات التوجه الإسلامي".