صورة من الأرشيف لأفراد من الجيش السوري الحر

رفض خبير مكافحة الأرهاب البريطاني السابق شارلز شوبريج في مقال صحفي نشر في لندن الجمعة، تَبريرات بعض الدول الغربية ومنها بريطانيا تسليح المتمردين في سورية، وقال أن التبرير المنطقي لتسليح "الجيش الحر" في سورية يعتمد على افتراضين خاطئين. واضاف شارلز شوبريج الذي خدم في قسم مكافحة الإرهاب في وزارة الداخلية والمخابرات والجيش البريطاني أن تدفق الأسلحة المتطورة الى منطقة حرب مسلحة بالفعل لا يمكن ان ينقذ حياة المدنيين الآن لكن كانت هذه الحجة منطقية عندما هاجم الجيش السوري متظاهرين عزل قبل عامين، وسورية الآن أيضا غارقة في حرب أهلية بين جانبين مسلحين بشكل جيد بل ووصلت إلى مأزق عسكري.
واوضح شارلز شوبريج في المقال الذي نشرته صحيفة هافنغتون بوست اليوم أنه في كثير من الأحيان يُلمح السياسيون الغربيون إلى أن الضحايا الذين وصل عددهم إلى  70 ألف قتيل في سورية قد قتلوا من قبل الدولة ، لكن تشير التقديرات إلى أن عدد ضحايا قوات الأمن الحكومية بلغ  15 ألف وعدد ضحايا المتمردين 10 ألاف والباقي من المدنيين الذين قتلوا من الجانبين.
وإعتبر شارلز شوبريج خريج كلية ساند هيرست العسكرية البريطانية ان إقتراح تسليح جانب واحد بأفضل الأسلحة يبدو مقترحا غير منطقي لتحسين الوضع القائم ،خاصة عندما تم إدانة المتمردين بشكل متكرر ، هذا الاسبوع من قبل الأمم المتحدة، بتهم القتل والخطف وتعذيب السجناء والمدنيين، واستخدام الأطفال كجنود،وممارسة الاعتداءات واشكال الفساد ضد المدنيين ،وكل ذلك دون اتخاذ اي إجراءات ضد الجيش الحر في سورية المدعوم من الغرب.
وقال ان تكتيكات الجيش الحر تقوم على مهاجمة ومحاربة المناطق المأهولة بالسكان ، وهذه في حد ذاتها تعتبر جريمة حرب ، لأن ذلك سيؤدي حتما إلى استخدام أسلحة ثقيلة وسقوط ضحايا من المدنيين ، كما هو الحال الآن في حمص وحلب ، والتي تشبه مدن غزة والفلوجة في الماضي القريب.  
وأعرب عن الإعتقاد أن تسليح الجيش الحر سيؤدي إلى زيادة مثل هذه الهجمات ، نظرًا لأن المتمردين يحاربون ديكتاتورًا ، في وقت يبررون فيه تزويدهم بالسلاح لصالح دعم الديمقراطية،. كما يتحدث زعماء المعارضة خارج سورية عن الديمقراطية الشاملة، والمساواة بين الجنسين وحقوق الإنسان، لكن هذه المفاهيم تعتبر غريبة إلى حد كبير بالنسبة لهيمنة المقاتلين الاسلاميين في سورية ، وهم الأكثر تأثرًا بجماعات ذات صله  بتنظيم القاعدة مثل جبهة النصرة كما أنهم يهدفون إلى استبدال الشيعة بالسنة في سورية.وهذا هو السبب في قيام بعض الدول السنية تقديم الدعم للمقاتلين الاسلاميين رغم أنهم انظمة لا تهتم بتعزيز حقوق الإنسان أو الديمقراطية العلمانية الشاملة ، ولكنهم يفعلون ذلك لتعزيز مذهبهم السني في الإسلام .
 وقال شارلز شوبريج انه بسبب إصابة سورية بالشلل التام ، ربما يتسبب وضعها الأن في عزلة وإضعاف إيران الشيعية وهذا يعزز أيضًا مصالح إسرائيل.
وتابع شوبريج قوله قائلا "في الواقع، اذا كان إهتمام الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بسورية سببه مأزق حقوق الإنسان والديمقراطية ، فإنها أيضا تدعم المتمردين السنة وحلفائهم في مناطق اخرى .
وذكر شوبريج أن البعض يقترح أن هيمنة الاسلاميين على الجيش السوري الحر سيدفع لتسليح الجماعات الأكثر اعتدالا لكن  مصطلح "معتدل" هو مصطلح نسبي. وحتى مع افتراض مقاومة القوات المسلحة "الجيدة" لقوات المتمردين "السيئة" فهذا يمكن أن يسبب حربا أهلية لمواصلة ما وراء سقوط الرئيس الأسد، مما يسبب المزيد من المعاناة المروعة للمدنيين في فوضى الحرب الأهلية، وسيكون من المستحيل أيضًا رصد من الذي يحمل هذه الأسلحة في نهاية المطاف.
كما اعرب عن الاعتقاد أن هناك طريقين للخروج من وحشية وعشوائية إراقة الدماء في سورية ، الأول هو النصر العسكري المحتمل الصريح ، وتسوية وضع الجانب الآخر عن طريق التفاوض وممارسة الضغوط على المتمردين وداعميهم لإسقاط الشروط المسبقة لمحادثات وقف إطلاق النار، وهو الخيار الذي يجب على بريطانيا والولايات المتحدة دعمه إذا كانوا مهتمين بالفعل بإحلال السلام وانهاء الحرب الأهلية.والعديد من الأشخاص لديهم أسبابا وجيه لمقت حكومة الرئيس الأسد. ولكن هذا ليس سببا لتوفير الأسلحة لتلك القوات غير المؤمنة بالديمقراطية وحقوق الإنسان والتي قد يستفيد من نصرها دول اخرى في المنطقة ولكنها بالتأكيد لا تحمي المصالح الحقيقية للشعب السوري وقد يجد الغرب الأمور أسوأ بكثير.