المنتخب المصري لكرة القدم

انعكس تدهور الأوضاع الأمنية في مصر على الأندية الرياضية، حيث تزايدت الرغبة في حالات الهجرة من الدوري بسبب المخاوف التي تنتاب اللاعبين الأجانب والمصريين من أحداث العنف، مما جعل الأندية مهددة وبقوة بفقدان أبرز لاعبيها، وهو ما سيكون له تأثيره السلبي على قوة المسابقة المحلية وشهدت الأيام الأخيرة، حالات هجرة عدة، تمثلت في رحيل عدد من أبرز اللاعبين المصريين عن الدوري، وعلى رأسهم حسام غالي، الذي ضحى بما كان يتمتع به في النادي الأهلي من شارة القيادة، ومقابل مالي مميز للغاية، للاحتراف في نادي ليرس البلجيكي، مؤكدًا أنه "يخشى من استمرار الانفلات الأمني، وعدم استئناف النشاط الرياضي، وهو ما يؤثر على مسيرته كلاعب، وأيضًا لحق لاعب وسط الزمالك إبراهيم صلاح بصفوف المحترفين المصريين لينتقل إلى نادي العروبة السعودي، بعدما فشلت محاولات تجديد تعاقده مع نادي الزمالك، حيث رفض اللاعب عروضًا مالية مغرية في الدوري المحلي، ليقرر التنقل في دوريات الخليج، إلى حين استقرار الأوضاع في مصر وانتقل لاعب منتخب الشباب محمود عبدالمنعم "كهربا"، من نادي إنبي إلى صفوف لوزرين السويسري، بحثًا عن الاستقرار الكروي، في الوقت الذي يُقاتل فيه لاعب وسط النادي الأهلي محمود حسن تريزيجيه لإقناع مسؤولي ناديه بالموافقة على خوضه تجربة الاحتراف في نادي أياكس الهولندي أو نيس الفرنسي، وهو ما يقوم به رامي ربيعة الذي تلقى عرضًا من نادي ليل، في وقت سابق، وأصبح الشباب على قناعة كبيرة بأن الهجرة هي السبيل الوحيد في ظل المعوقات التي تواجه الرياضة المصرية وانتقلت عدوى الرحيل إلى المحترفين الأفارقة، فبعد أن كان الدوري المصري محطةً جاذبة للأفارقة، أصبح طاردًا لهم، حيث تسببت الأزمات الناتجة عن توقف النشاط الرياضي في مشاكل مالية، دفعت كل من الكاميروني أليكسيس مندومو إلى الرحيل عن نادي الزمالك، وهو ما قام به أيضًا البوركيني عبدالله سيسه لاعب الزمالك، وسبقهم به البنيني رزاق أوتومويسي، فيما تراجع العراقي مهند عن الانضمام إلى الإسماعيلي، خوفًا من أحداث العنف التي باتت تهدد انطلاقة الموسم الكروي الجديد في مصر، ويأتي ذلك في وقت ترفض فيه الجهات الأمنية مناقشة انطلاق أي مسابقات رياضية، خوفًا من استغلالها من جانب الخارجين عن القانون في القيام بأعمال عنف ووصلت الأزمة إلى النادي الأهلي، الذي يُعد أكثر الأندية استقرارًا، حيث تقدم المهاجم الموريتاني دومنيك دا سيلفا بطلب إلى مدير الكرة سيد عبدالحفيظ للرحيل عن الأهلي، وخوض تجربة الاحتراف في قطر أو السودان، وبرر اللاعب رغبته بأن "مصير المسابقات غير واضح، فضلاً عن عدم وفاء النادي بالتزاماته المالية تجاه اللاعبين، نتيجة التأثر بالأزمات الراهنة"، لينضم بذلك إلى المهاجم الكونغولي باديمبو، الذي لم يُكمل إجراءات انتقاله إلى الفريق، والذي استغل تواجده في مسقط رأسه ليطلب من عبدالحفيظ التراجع عن العقد، لشعوره بصعوبة وجود مسابقات رياضية في مصر نتيجة الأوضاع الأمنية والسياسية الراهنة وحذر خبراء ونجوم الكرة القُدامى، من أن الإفراط في هجرة اللاعبين سيؤدي في النهاية إلى تأثير سلبي للغاية على المنتخب المصري، الذي يعتمد بشكل كبير على الدوري المحلي في مشواره في تصفيات كأس العالم 2014، مؤكدين أن "تفريغ المسابقة من النجوم سيؤدي إلى ضعف عام في مستويات جميع الفرق، وبالتالي سيكون لدينا مستوى هزيل يؤثر بالسلب على قوة المنتخب المصري، الذي لا يملك عدد كبير من المحترفين لتعويض ذلك"وأجمع الخبراء، أن المنتخب المصري الأول لكرة القدم هو أكثر المتضررين، بعدما تراجع تصنيفه في ترتيب منتخبات العالم، وغاب عن آخر نسختين لبطولة الأمم الأفريقية، حيث يجد المسؤولين في اتحاد الكرة صعوبات بالغة في توفير ملاعب مؤمنة لاستضافة مباريات المنتخب الرسمية في تصفيات كأس العالم، في الوقت الذي يخشى فيه الشارع الرياضي من خروج مصر من تصفيات المونديال، على الرغم من بلوغ المرحلة الأخيرة، نظرًا إلى توقف النشاط الكروي، وصعوبة توفير معسكرات داخل او خارج مصر لإعداد الفراعنة لتحقيق الفوز في الجولة الأخيرة.