المنتخب المصري الأول لكرة القدم

القاهرة – حسام السيد رفض المسؤولون في الاتحادات الرياضية المصرية خلط السياسة بالرياضة على خلفية الأحداث السياسية الراهنة وتوتر علاقات مصر الخارجية مع عدد من الدول العربية والأجنبية، وتمثل ذلك في رفض أكثر من شخصية رياضية ومسؤولين قطع العلاقات الرياضية مع دول مثل تركيا وقطر والولايات المتحدة الأميركية وعدد من دول الاتحاد الأوروبي التي تعاملت مع الموقف السياسي في مصر بصورة أغضبت القيادة السياسية وقطاعات كبيرة من الشعب المصري .
 وكانت تركيا صاحبة نصيب الأسد في الانتقادات على صعيد الرياضة، حيث طالب عدد من المشجعين المصريين بقطع العلاقات الرياضية معها ردا على تصريحات رئيس الوزراء رجب طيب أوردوغان بشأن ارتكاب الجيش المصري لمجازر، مؤكدين ضرورة عدم منح الفرصة لتدخل خارجي في شؤون مصرية داخلية، وجاء الرد من جانب رئيس اللجنة الأولمبية المصرية المستشار خالد زين الذي أكد صعوبة القيام بقطع العلاقات الرياضية مع تركيا بسبب مخالفة ذلك للميثاق الأوليمبي الذي ينظم العلاقات الرياضية بين الدول، بالاضافة إلى وجود بطولات مشتركة تجمع الجانبين بشكل مستمر سواء بطولات البحر المتوسط أو التضمان الإسلامي والفرانكفونية، فضلا عن بطولات العالم المختلفة، وكان من ضمنها ما أقيم أخيرا ببطولة كأس العالم للشباب ودورة ألعاب البحر المتوسط في مدينة ميرسين التركية، ورفض رئيس اللجنة الأولمبية المصرية الوقوع في فخ العزلة الدولية على الصعيد الرياضي على اعتبار أن اللجنة الأولمبية الدولية تقوم بتوقيع عقوبات مجحفة تصل إلى غاية تجميد العضوية في حالة خلط السياسة بالرياضة والمقاطعة بين الدول .
 وشدد زين على أن مشاركة مصر في بطولات مختلفة سواء أمام منتخبات ولاعبين أتراك أو أوروبيين من الدول التي تختلف مع مصر مهم جدا لأنه ربما يمثل فرصة جيدة لعرض القضية المصرية بشكل أفضل بدلا من الهروب من هذه المواجهات بما لا يخدم أهداف القضية المصرية.
 وشهدت الملاعب التركية وصول مد الأحداث في مصر إلى الملاعب حيث شهدت مباريات الدوري التركي الأخيرة قيام لاعب خط وسط نادي فناربخشة ايمرى بيلوزوغلو باستخدام إشارة أردوغان بيده بشأن اعتصام رابعة العدوية والتي انتشرت على الفيس بوك مهديا هدفه في مباراة فريقه ضد كونيا سبور، فيما رفع عدد من الجمهور لافتة كتب عليها "السلام لك يا مرسي .. الثورة مستمرة " وذلك على الرغم من قرارات منع السياسة وشعارتها من وجود في ملاعب الكرة، فيما برزت في خلفية الأحداث إلغاء التدريبات البحرية المشتركة بين الجيشين المصري والتركي أخيرا، في الوقت الذي قامت فيه قنوات مصرية بوقف عرض الأعمال الفنية التركية على شاشاتها.
 ولم يختلف الأمر كثيرا في اتحاد كرة القدم عندما تعالت بعض الأصوات لتطالب بإلغاء اتفاقيات التعاون الرياضي كافة مع دولة قطر المساندة بقوة لنظام الإخوان المسلمين، وهو ما دفع اتحاد الكرة وعضو مجلس الإدارة عصام عبدالفتاح إلى الرد على ذلك بأنه لا يجب خلط الرياضة بالسياسة وعدم الموافقة على إلغاء اتفاقية توأمة تجمع لجان الحكام في مصر وقطر على خلفية مواقف قطر الأخيرة من الأحداث في مصر، وبخاصة أن هناك اتفاقية مماثلة موقعة مع الاتحاد التونسي لكرة القدم والمعروف أن تونس تشهد حكم التيار الإسلامي وبالتالي لا يمكن أن تقوم الرياضة المصرية بقطع علاقاتها بالخارج في هذه الفترة الصعبة من تاريخ العلاقات الدولية الخارجية.
 وأجمع خبراء الرياضية المصريين على ضرورة تعزيز مكانة الرياضة المصرية في الخارج واستغلال الأبطال والمشاهير كسفراء للقضية المصرية في الخارج وأن ينجحوا في نقل صورة إيجابية عن الداخل المصري بالتوازي مع ما تقوم به وزارة الخارجية المصرية في الساعات الماضية للدفاع عن مواقف القيادة السياسية في مصر، وبخاصة مع تزايد الطرح بشأن إمكانية وجود تدويل للقضية المصرية، علاوة على اجماع الرياضيين بضرورة الحفاظ على العلاقات الرياضية مع الدول الأوربية الكبرى حتى لا يؤثر ذلك على خلق مواقف عدائية من مشاركة البعثات المصرية في الخارج وتكوين مواقف معادية لمصر في البطولات المختلفة .