شغب الألتراس يُهدد عودتهم للمدرجات

  أسفرت أحداث مباريات الأهلي والزمالك والإسماعيلي الأخيرة في استاد برج العرب عن تلفيات واسعة قدرت بملايين الجنيهات وسط أزمة طاحنة للأندية المصرية، بعدما خلّف حضور الجمهور أحداث عنف وشغب هددت استمرار مسابقة الدوري المصري وقضت على كل أمل في عودة الجمهور إلى المدرجات في الفترة المقبلة، وتلقت إدارة النادي الأهلي المصري خطاباً رسمياً من هيئة استاد برج العرب في الإسكندرية تطالب فيه النادي بدفع 500 ألف جنيه كتعويض عن الخسائر والتلفيات التي خلفتها مباراة الفريق الأول لكرة القدم في النادي مع فريق توسكر الكيني في إياب دور الـ 32 من دوري أبطال أفريقيا والتي أقيمت على الملعب الأحد الماضي وحضرها جمهور الأولتراس بأعداد كبيرة على الرغم من تحديد الأمن لـ 3 آلاف مشجع فقط لحضور اللقاء لسبب الأوضاع الأمنية في مصر.
   وأكدت هيئة الاستاد أن التلفيات قدرت بنصف مليون جنيه نتيجة قيام أولتراس أهلاوي بإتلاف الكراسي وتحطيم بعض البوابات الأمنية وإشعال شماريخ وغيرها مما أدى إلى تلفيات وجب تغريم الأهلي عليها حتى يتم السماح له باستضافة مبارياته القادمة على الملعب.
   وأسفرت آخر مباراة للأهلي في لقاء السوبر الأفريقي أمام ليوباردز الكونغولي عن غرامة قدرت بـ 50 ألف جنيه فقط في ظل حضور جماهير عادية وغياب الأولتراس الذين كانت مباراة توسكر الحضور الرسمي الأول لهم في المدرجات بعد مجزرة استاد بورسعيد التي راح ضحيتها 72 مشجعاً من جمهور الفريق.


    وترددت أنباء خلال الساعات القليلة الماضية عن وجود امتعاض كبير لدى القوات المسلحة تجاه إقامة مباريات الأهلي في حضور الجمهور على الملاعب العسكرية بعدما وجهت جماهير الأولتراس هجوماً قاسياً ضد رموز المؤسسة العسكرية ممثلين في الرئيس السابق للمجلس العسكري ووزير الدفاع السابق المشير محمد حسين طنطاوي واتهمته بعقد صفقات مع البلطجية لتدبير أحداث مجزرة استاد بورسعيد التي راح ضحيتها 72 مشجعاً من جمهور النادي قبل 14 شهراً، ورسم جمهور الأولتراس صوراً لرجال عسكريين مع استبدال منطقة الوجه بصور لحيوانات في إشارة حملت إهانة كبيرة لرجال المؤسسة التي فتحت ذراعيها لاستضافة المباريات على ملاعبها من أجل المساهمة في استمرار النشاط الرياضي في مصر.
   وجاءت هذه الأحداث لتضرب الرياضة المصرية في مقتل جديد بعدما تأكد بما لا يدع مجال للشك أن عودة الجمهور إلى مدرجات مسابقة الدوري المصري المحلي في الدور الثاني الذي سينطلق خلال أيام مستحيلة تماماً، حيث نفى عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة خالد لطيف أن تكون هناك أي احتمالات لإلغاء مسابقة الدوري الممتاز هذا الموسم لسبب الحالة الأمنية المضطربة التي تشهدها البلاد في الأيام الماضية في الوقت الذي انتقد فيه تصرفات الأولتراس خلال مباراة الأهلي وتوسكر، وأوضح أن الدوري غير مهدد بالإلغاء بالمرة أو حتى تأجيل المباريات، لأنها تقام دون جمهور ولا يوجد أي مشكلات في تأمينها، فيما أبدى حزنه على تصرفات الأولتراس التي عصفت بفكرة عودة الجمهور للمدرجات بعدما كانت الجبلاية تأمل في ذلك وكانت تخاطب وزارة الداخلية من أجل تأمين عودة الجمهور لمباريات الدوري الثاني من المسابقة، وأكد أن ما حدث من جانب الجمهور في المباراة الأفريقية، قضى على أي فرصة لعودته للمباريات من جديد، لسبب إشعال الشماريخ والهجوم على الداخلية في مباريات دوري أبطال أفريقيا، وأكد أن الرياضة المصرية تحتاج إلى فترة طويلة لتحقيق الانضباط من جديد، لكن في النهاية لا يوجد أي قلق من استمرار المسابقة لأنها تقام دون جمهور.
   وشهدت مباراة الأهلي وتوسكر الكيني وأيضا الزمالك وجازيللي في دوري أبطال أفريقيا تلفيات كثيرة في استاد برج العرب في الإسكندرية، بعد أن سمحت وزارة الداخلية بحضور نحو 3 آلاف، في الوقت الذي لم تخل فيه مباراة الإسماعيلي واتحاد العاصمة الجزائري في دوري أبطال العرب من أعمال شغب باقتحام الجمهور لمقصورة الإعلاميين وإحداث تلفيات كبيرة في منشآت الاستاد مما أدى إلى تغريم النادي قرابة 374 ألف جنيه لسبب هذه التلفيات.