تتجاوز صادرات روسيا النفطية إلى الصين نظائرها الإيرانية للمرة الأولى منذ عام 2004 بعد أن قامت الصين، أكبر مستهلك للطاقة في العالم، بتمويل مشروعين روسيين لمد خط أنابيب وتوسعات حقل نفطي سعياً منها إلى تأمين إمداداتها من الوقود. وزادت الصين، التي ستشكل ثلث نمو طلب النفط العالمي هذا العام، وارداتها من روسيا بنسبة 37 في المئة في الأشهر السبعة الأولى من عام 2012 حسب الإدارة العامة للجمارك الصينية، بينما انخفضت صادرات إيران إلى الصين من النفط بنسبة 22 في المئة بالنظر إلى تراجع إنتاجها وإعمال العقوبات الدولية. وبدأت روسيا أول توريداتها النفطية عبر خطوط أنابيب إلى مشترين صينيين في مطلع عام 2011 بعد إتمام وصلة خط أنابيب وافق على تمويلها رئيس الوزراء الصيني وين جيا باو عام 2008 ضمن برنامج حجمه 25 مليار دولار. وكان وين قد أشرف على أكبر صفقة استحواذ تعقدها شركة صينية خارج الصين المتمثلة في العرض الذي تقدمت به شركة الصين الوطنية للنفط البحري (كنوك) هذا العام لشراء شركة نيكسن الكندية مقابل 15.1 مليار دولار والتي لديها حقول انتاج نفط في كل من بحر الشمال وكندا وخليج المكسيك ونيجيريا. وقال إحسان الحق كبير استشاريي السوق في كيه بي سي اينرجي إيكونوميكس في والتون أون تيمس إنكلترا: “يسعى الصينيون إلى الحصول على النفط أينما أمكن. ونراهم حالياً يستوردون أنواع نفط أورال من أوروبا رغم ارتفاع أسعارها “مشيراً إلى اسم مزيج خام التصدير الروسي المرجعي. وزاد سعر ما يسمى خام أورال في شمال غرب أوروبا بنسبة 16 في المئة من نهاية شهر حزيران/يونيو إلى 111.71 دولار للبرميل في شهر آب/أغسطس. يذكر أن خام برنت الذي يعد سعره السعر المرجعي لأكثر من نصف نفط العالم قفز بنسبة 15 في المئة إلى 112.65 دولار في ذات الفترة.