تخطط شركة موزيلا المطورة لمتصفح فايرفوكس الشهير لأخذ مكانها في عالم الهواتف الذكية، وقد ظهرت بالفعل الصور الأولى لأول برنامج خاص بهذه الهواتف، ويستطيع المتحمسون الآن تحميل النسخ الأولى لاختبارها. ومنذ الوهلة الأولى، يبدو ككل نظام تشغيل عصري بواجهته البينية التي تشبه أنظمة التشغيل الخاصة بهاتف أندرويد لغوغل وويندوز لمايكروسوفت. وقالت صحيفة ديلي تلغراف إن سبب إقدام موزيلا على هذه الخطوة واضح، وهو أن حصتها بسوق سطح المكتب تنخفض بسبب غوغل وبرنامجها المنافس كروم الذي لاقى رواجا سريعا ليصير أشيع متصفح إنترنت بالعالم. وفي نفس الوقت، بينما تتراجع موزيلا بمجال الحواسيب تحقق الشركات المنافسة لها تقدما كبيرا بسوق الهواتف النقالة. والهواتف الذكية والحواسيب اللوحية يُنظر إليها الآن كأهم منصات حاسوبية. ومثل أندرويد يعتمد نظام التشغيل الجديد "فايرفوكس موبايل أو إس" على نظام لينوكس، الذي يستطيع أي شخص المشاركة فيه أو تعديله لأن شفرة المصدر مجانية. وبخلاف نظام التشغيل لغوغل فإن فايرفوكس موبايل أو إس لن يلعب دور المضيف للتطبيقات المحلية التي تطور خصيصا له. وبدلا من ذلك سيستخدم تطبيق موزيلا معيار تشفير ويب "إتش تي إم إل5" للسماح للمطورين بابتكار تطبيقات يمكن من الناحية النظرية أن تعمل مع أي نظام تشغيل. وتقول موزيلا إن فايرفوكس موبايل أو إس سيكون مختلفا، حيث إنه يفتح كثيرا من القيود الحالية لتطوير الويب على الهواتف النقالة مما يسمح لتطبيقات إتش تي إم إل5 بالولوج إلى الإمكانات الدفينة للهاتف، التي كانت متاحة بالسابق فقط للتطبيقات المحلية. وهذا الأمر سيجعل تكوين التطبيق جذابا جدا وأبسط للمطورين. وذكرت الصحيفة أن موزيلا حصلت بالفعل على دعم لفايرفوكس أو إس من دائرة أخرى رئيسية هي الشبكات النقالة. وأعلنت هذا الشهر عن أسماء كبيرة مثل دويتشيه تيليكوم واتصالات وسبرينت وتليفونيكا ستتعاون معها. وقال أحد المحللين إن المشغلين يريدون أن يكون هناك تنافس على الهواتف الذكية ولا يريدون عالما تهيمن فيه أبل وغوغل على كل شيء. ورغم أن فرص موزيلا بالغرب محدودة أمام اللاعبين الكبار فإن الفرص كبيرة بالعالم النامي حيث إن هواتف أندرويد الرخيصة هي التي تصل الآن للسوق، وأجهزة أبل ومايكروسوفت متاحة فقط للأثرياء. ومن المتوقع أن تطرح هواتف فايرفوكس موبايل أو إس بالبرازيل بداية العام المقبل.