ليبرون جيمس

بعد أن حقق الحلم المطلق، بمنح كليفلاند لقبها الاحترافي الأول منذ 52 عامًا، بعد قيادة كافالييرز للقبهم الاول في دوري كرة السلة الاميركي للمحترفين، يسعى "الملك" ليبرون جيمس خلف "الارث" الذي صنعه الأسطورة مايكل جوردان، أفضل لاعب كرة سلة في التاريخ.

ويبدأ جيمس، المولود في اكرون، خامس أكبر مدينة في ولاية اوهايو، التي تبعد حوالي 30 ميل عن كليفلاند، موسمه الرابع عشر في الدوري، الثلاثاء المقبل، عندما يرفع كليفلاند في ملعبه "كويكن لونز ارينا" يافطته الاولى كبطل للدوري، قبل أن يواجه نيويورك نيكس.
وقال جيمس "أنا اتطلع بفارغ الصبر لمشاهدة رفع اليافطة: أبطال 2015-2016. هذا الامر يعني الكثير بالنسبة لي".

وسطّر جيمس (31 عاما)، الفائز بجائزة أفضل لاعب في الدوري أربع مرات، الموسم الماضي، أحد أبرز العروض البطولية، في تاريخ الدوري، عندما حوّل تخلف كليفلاند أمام حامل اللقب غولدن ستايت ووريرز، في النهائي 1-3 الى فوز 4-3.

وسجل "الملك" ما معدله 7ر29 نقطة مع 3ر11 متابعة و9ر8 تمريرات حاسمة و3ر2 اعتراضا دفاعيا و6ر2 سرقة للكرة في المباراة الواحدة، ليتصدر الدور النهائي في هذه الفئات الخمس كافة، وهو أمر لم ينجح أي لاعب في تحقيقه قبل ذلك، ما جعله يستحق عن جدارة جائزة أفضل لاعب في النهائي.

ولم تكن خطوة ارتداء قميص كتبت عليه عبارة "المحارب المطلق" سوى انعكاس حقيقي لما حصل في النهائي، وقيمة الانجاز الذي حققه "الملك".

ومن المؤكد أن ارتداء جيمس لهذا القميص مع عبارة "ذي التيميت وورير" لحظة وصول الفريق من اوكلاند الى اوهايو، ومعه الكأس الغالية، بهدف إغاظة جمهور ولاعبي غولدن ستايت ووريرز، الذي بدا في طريقه الى الاحتفاظ باللقب، بعدما تقدم 3-1 في سلسلة مواجهات النهائي.

لكن جيمس ورفاقه قرروا القتال ودخول التاريخ، كأول فريق يتوج باللقب، بعد أن كان متخلفا 1-3، ما عزز مكانة "الملك" كأحد أعظم اللاعبين الذين مروا في تاريخ الدوري واللعبة بشكل عام.

وحقق جيمس حلمًا طال انتظاره وقاد فريق في داياته للفوز باللقب للمرة الاولى، لينضم بالتالي الى لاعبين عظماء آخرين، مثل جوردان الذي قاد شيكاغو بول،ز الى اللقب ست مرات خلال التسعينات، خصوصا أن "الملك" كان يخوض النهائي للمرة السادسة على التوالي.
 
صحيح ان جيمس عرف طعم التتويج مع ميامي هيت عامي 2012 و2013 الا ان الفوز باللقب الغالي بقميص كليفلاند حمل نكهة خاصة لان هذا الفريق جاء به الى الدوري عام 2003 ومهد الطريق امامه لكي ينمي مواهبه ويفرض نفسه تدريجيا من بين اساطير اللعبة.
وما يميّز تتويج كليفلاند هو أنه ليس أول فريق في تاريخ الدوري يحرز اللقب بعدما كان متخلفا 1-3 في النهائي وحسب، بل انه انتزعه من معقل بطل الموسم الماضي غولدن ستايت ونجمه ستيفن كوري.

وكانت صرخة جيمس معبرة في نهاية اللقاء السابع عندما قال "كليفلاند، هذا (اللقب) لك"، وذلك لانه وضع حدا لصيام المدينة عن الالقاب، إن كان في كرة السلة او البيسبول او كرة القدم الاميركية منذ عام 1964 حين أحرز كليفلاند براونز لقب دوري كرة القدم الاميركية.

وما هو مؤكد، أن جيمس الذي تألق في المباراة الحاسمة بتسجيله 27 نقطة مع 11 متابعة و11 تمريرة حاسمة، وأصبح ثالث لاعب فقط يحقق "تريبل دابل" في المواجهة السابعة الاخيرة من الدور النهائي بعد جيري وست وجيمس وورثي، يسطر حاليا مرحلة هيمنة اللاعب الواحد.

ويأمل جيمس السير على خطى الأساطير بيل راسل الذي توج مع بوسطن سلتيكس، بلقب الدوري 11 مرة بين 1957 و1969، وجوردان في التسعينات أو كوبي براينت وشاكيل اونيل لكن الاخيرين كانا الى جانب بعضهما في صفوف ليكرز، في العقد الاول من الألفية الجديدة.

وعادل جيمس إنجاز ايرفين ماجيك جونسون واونيل وتيم دانكن بنيله جائزة أفضل لاعب في النهائي للمرة الثالثة، ولا يتفوق على هذا الثلاثي سوى الأسطورة المطلقة جوردان، الذي نال هذه الجائزة في ست مناسبات.

وما حققه جيمس زاد حدة النقاش حول من يستحق أن يكون أفضل لاعب في التاريخ، وعما إذا كان أفضل من جوردان أو كوبي براينت.

وبعد أن أزاح عن صدره هم الوفاء بالوعد، الذي أطلقه عندما عاد الى كليفلاند عام 2014 ونجح في قيادة الفريق الى لقب تاريخي، وضع جيمس لنفسه هدف التخلص من "الشبح" الذي يلاحقه وهذا الشبح هو جوردان.

وقال، "دافعي هو ذلك الشبح الذي أطارده وهذا الشبح لعب في شيكاغو بولز"، هذا ما نقلته مجلة "سبورتس ايلوسترايتد" عن جيمس في حديث كان يوجهه "الملك"، في اوائل آب/ اغسطس الى لاعبي الثانويات خلال معسكر تدريبي، مضيفا: "ما مررت به مختلف تماما عن الذي مر به (جوردان). ما حققه لا يصدق وشاهدت كل ما قام به. كنت اتطلع اليه كثيرا".

وواصل: "اذا تمكنت يوما من وضع نفسي في موقع أعظم لاعب في التاريخ، فهذا الامر سيكون مذهلا".

ومن المؤكد أن جيمس ما زال في طور كتابة تاريخه الخاص، والطريق ما زال طويلا أمامه لأن جوردان توج بلقب الدوري ثلاث مرات، بعد عامه الحادي والثلاثين، وعاد عن اعتزاله ودافع عن الوان واشنطن ويزاردز لموسمين، من 2001 الى 2003 قبل الاعتزال نهائيا، وهو في الاربعين من عمره.

واذا سار جيمس على خطى جوردان، وبقي في الملاعب حتى الاربعين، فهذا الامر يعني أن أمامه تسعة مواسم للتفوق على الاسطورة وتدوين اسمه في السجلات كأعظم لاعب عرفته ملاعب كرة السلة.

وأكد جيمس في حديث لموقع "اي اس بي ان" أن السعي خلف "إرث" جوردان هو "الهامي الشخصي. هذا ما يدفعني قدما. أنا أطارد هذه العظمة. هذه هي العظمة التي كان يتمتع بها هذا الشبح".

لكن على جيمس التركيز حاليا على الحاضر، الذي يبدأ الثلاثاء المقبل ويمتد لثمانية أشهر كاملة قد تقوده الى العودة مجددا للدور النهائي حيث سيسعى كافالييرز الى أن يصبح أول فريق احترافي من كليفلاند يدافع عن لقبه منذ كليفلاند براونز عام 1955.

ويدرك جيمس أن "الامور لن تكون سهلة، ولا يجب ان تكون سهلة. خلال العامين اللذين أمضيتهما هنا (بعد عودته الى الفريق)، لم يكن هناك أي شيء سهل، وخلال أعوامي الـ13 في الدوري لم يكن هناك أي شيء سهل حتى الان. بالتالي، انا اتطلع بفارغ الصبر لخوض هذه المغامرة وأتطلع للعمل الذي ينتظرنا".