شهدت القاهرة اليوم الثلاثاء، قمة استراتيجية مصرية سودانية، برعاية رئاسية في حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي جاءت في وقت شديد الحساسية، حيث تمثل استعادة لدور القاهرة التقليدي.
وتواصل موقع "مصر اليوم" مع خبراء ومتخصصون لتحليل مخرجات القمة ودلالة توقيتها، حيث ثمن رئيس لجنه الشؤون العربيه في مجلس النواب المصري النائب أحمد رسلان الاجتماع الذي ترأسته مصر ومخرجاته، وقال "إنه جاء في وقت شديد الحساسية، وأن مصر لم ترد من وراءه أو تستهدف الحصول على اي تلميع سياسي في المنطقة، وإنما رعاية حقيقيه وضمان الاستقرار للاشقاء في السودان".
وأضاف رسلان أن هذا الدور كان متوقع من مصر في ظل قيادتها الحالية من جانب الرئيس عبد الفتاح السيسي، و الذي يشعر بمراحل الخطر التي تحيط بالمنطقه ثم يستبق ذلك بخطوات تقريبية يقوم من خلالها برأب أي صدع و حماية المصالح العربية كما شاهدنا ذلك في أكثر من ملف وآخرهم الملف الليبي، وبالتالي فهو اراد الامر نفسه بالنسبه للسودان على ان يكون هو شخصيا و ممثلا لمصر ضامن ودافع لعمليات الاستقرار و تسليم السلطه للمدنيين في السودان.
وأوضح وكيل لجنه الدفاع والامن القومي بالبرلمان المصري اللواء يحيى كدواني، أن رعايه مصر لتلك المباحثات الاستراتيجية حول السودان اليوم تمثل استعادة لدور القاهرة التقليدي، وأنها ستؤدي وشيكا إلى نتيجة واضحه وهي تشجيع الدول المشاركة في المجتمع الدولي على مواصلة دعمه للخرطوم، وعلى تقديم مساعدات اقتصادية عاجلة للسودان، في ظل تدهور الاوضاع الاقتصادية. وأكدت على أهمية التخفيف العاجل لديون السودان.
وتابع كدواني أن عدد من لجان البرلمان المعنية كلا جنات الشؤون العربيه او الخارجيه او الدفاع والامن القومي او حقوق الإنسان، ستبحث فيما بينها وشيكا عن كيفيه الاقتداء مؤسسه الرئاسه وممارسة دور برلماني داعم للسودان وأهلها، عن طريق مجموعه من التوصيات التي ستمثل دعم حقيقي وليس انشائي، سواء للقوى السياسية هناك أو الشعبية المتنوعة.
ورأى الخبير الاقتصادي علي الإدريسي قال في تصريحات خاصة، أن الدور المصري تجاه السودان تاريخي وأنه يعكس الوعي المصري بأن السودان بخلاف كونها جار استراتيجي و البوابه الجنوبية إلى مصر فإنها رافد اقتصادي واستثماري هائل بالنسبة إلى الحكومة المصرية، والتي لديها استثمارات كبرى في السودان، وأن أي تأثر في الاوضاع الداخلية أو عدم استقرار في الخرطوم سينعكس ذلك على اقتصاديات القاهرة.
وتابع، "هناك رغبة مصرية حثيثة في استقرار السودان، حرصا عليها بكل تأكيد وضمانا لسلامة شعبها، وأيضا لتأمين الاستثمارات المصرية فى السودان كما ذكرنا، متوقعا نجاح الجهود المصرية في هذا الصدد".
وأصدرت القمة التشاورية للشركاء الإقليميين للسودان، التي عقدت اليوم الثلاثاء، برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي بيانها المشترك عقب انتهاء المباحثات.
وأعرب رؤساء الدول والحكومات والممثلون عن كامل تضامنهم مع شعب السودان وبالغ تقديرهم للشجاعة والعزيمة التي أبدتها جموع الجماهير في سعيها السلمي لتحقيق آمالها وطموحاتها المشروعة نحو تدشين عمليّة شاملة للتحول الديمقراطي السلمي بما يحقق الاستقرار والتنمية والرفاهية للسودان. ونص البيان أيضاً على أن الدول المشاركة أعادت تأكيد مبادئ وغايات الاتحاد الأفريقي نحو تعزيز السلم والأمن والاستقرار في القارة.
كما أعادوا التزامهم بوحدة وسيادة وسلامة وتماسك السودان وسلامة أراضيه، وأعربوا عن دعمهم الكامل لدور الاتحاد الأفريقي والإيجاد ودول الجوار فى مساندة جهود السودان لتجاوز التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية التي يواجهها.
وشددت الدول المشاركة على أن هناك حاجة عاجلة لقيام السلطات السودانية والقوى السياسية السودانية بالعمل معاً بحسن نية معالجة الأوضاع الحالية في السودان وسرعة استعادة النظام الدستوري من خلال حوار سياسي ديمقراطي يملكه ويقودة السودانيون أنفسهم يشمل جميع الأطراف السودانية بما فيها المجموعات المسلحة بما يحقق آمال وطموحات الشعب السوداني لإرساء نظام سياسي ديمقراطي شامل، وترسيخ حكم القانون وحماية وتعزيز حقوق الإنسان وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة والفعالة بمساندة الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي.
وأكد البيان أنَّه في ضوء الإحاطة التي قدمها موسى فقيه، رئيس مفوضية الاتجاد الأفريقي، حول زيارته الأخيرة إلى السودان وأخذاً في الاعتبار الإجراءات المعلنة من قبل السلطات السودانية حيال مرحلة الانتقال السلمي والمنظم والديمقراطي، أقرت الدول المشاركة بالحاجة إلى منح المزيد من الوقت للسلطات السودانية والأطراف لتنفيذ تلك الإجراءات مع مراعاة ألا تكون مدة مطولة، وأوصت بقيام مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي بمد الجدول الزمني الممنوح للسلطة في السودان لمدة ثلاثة أشهر.
وتابع البيان أن الدول المشاركة شجعت رئيس مفوضية الاتحاد على مواصلة الحوار مع السلطات السودانية والأطراف السودانية، وطالبت السلطات السودانية بمواصلة انخراطها البناء مع الاتحاد الاتحاد الأفريقي ومفوضيته.
وشجعت الدول المشاركة المجتمع الدولي على مواصلة دعمه وعلى تقديم مساعدات اقتصادية عاجلة للسودان، في ظل تدهور الاوضاع الاقتصادية. وأكدت على أهمية التخفيف العاجل لديون السودان.
وأكدت الدول المشاركة الحاجة إلى دعم السودان لتحقيق الاستقرار والحفاظ على وحدته وتأمين حدوده ومكافحة أي أنشطة غير مشروعة عابرة للحدود بما يتضمن تهريب الأسلحة والجريمة المنظمة وتهريب البشر التي من شأنها زعزعة أمن واستقرار السودان والسلم والأمن بالمنطقة بأثرها.
ونص البيان الختامي على توجيه وزراء خارجية الدول المشاركة لعقد اجتماع متابعة في خلال شهر للنظر في التطورات بالسودان ورفع تقرير إلى رؤساء الدول والحكومات، وأعرب رؤساء الدول والحكومات والممثلون رفيعو المستوى عن تقديرهم لمبادرة الرئيس باستضافة أعمال القمة التشاورية لمواصلة بحث الوضع في السودان.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ
الرئيس العراقي يهنِّئ السيسي هاتفيًا على نجاح الاستفتاء المصري
السيسي يلتقي رئيسة اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب في القاهرة
أرسل تعليقك